سعى النظام المصري إلى إظهار صفقة خروج المعارض أيمن نور من السجن، على أنها لدواعٍ صحية، رغم أن الأخير نفى وجود صفقة، مشيراً إلى أنّ «القرار سياسي»، في وقت بدا فيه أن معركة رئاسة حزب «الغد» ستفتح من جديد
القاهرة ــ الأخبار
«لن يستطيع أحد أن يمنعني من ممارسة السياسة ٦ ثوانٍ»، كان هذا رد فعل المعارض المصري أيمن نور على سؤال تكرر عشية خروجه: هل سيتوقف نور عن العمل بالسياسة ٦ سنوات امتثالاً للقانون؟
نور في ظهوره الأول على شاشة «دريم»، بعد ساعات من خروجه، بدا هادئاً حريصاً على إظهار روح التحدي والتفاؤل في المستقبل، متجنّباً الإساءة أو الهجوم على نظام الرئيس حسني مبارك، ومشيراً أكثر من مرّة إلى أنّ سنوات سجنه الأربع «قربته أكثر من الله».
المعارض المصري قال لصحافيين تجمهروا في بيته في الزمالك، بعد لحظات من خروجه من سجن المزرعة، إنّ قرار الإفراج عنه «سياسي»، رغم أنّ السلطات سرّبت للصحف أن لجنة من الطبّ الشرعي أوصت بالإفراج عنه ضمن ٩ مساجين، من بين ٣٠ مسجوناً، تقدّموا بطلبات الإفراج الصحي. وقالت المصادر إن نور يعاني من مرض السكر والقلب والتهاب رئوي وحالته تستحق إفراجاً صحياً.
نور حكى أنه لم يعرف حتى وصل إلى بيته، إلى أين يذهب؟ وقد فوجئ بالسيارة تقلّه إلى مكان «لم يخبرني مرافقي عنه»، مؤكداً أنه لم ير قرار الإفراج ولم يقرأه، وبالتالي لا يعرف الدوافع التي جعلت نظام مبارك يفرج عنه في هذا التوقيت.
نور قال إن «القرار مصري ولا علاقة له بالضغوط الخارجية»، مؤكداً أنه «لم يعقد صفقة مع النظام»، ولو طلب منه أحد شيئاً مقابل الخروج لكان أصرّ على قضاء بقية مدة العقوبة التي تنتهي في تموز المقبل.
وفي أول مؤتمر عقده بمقرّ حزب «الغد»، قال نور «إذا كان الإفراج عني ناتجاً من ضغوط فهي تأخّرت 4 سنوات، ولا يشرّفني أن أخرج وفقاً لضغوط من أحد سوى جموع المصريين».
ورغم أنّ مصطفى موسى، الذي يتنازع مع نور على رئاسة «الغد»، قال عقب الإفراج إنه لن يسمح لنور بالحديث باسم الحزب، إلا أنّ نور رأى أن خروجه من السجن «ولادة جديدة» للحزب، وخصوصاً أنّ سجنه جاء بعد ٨٩ يوماً فقط من إعلان الموافقة على تشكيل الحزب.
وكرر نور، في كلمته أمام مؤتمر حزبه، أنه «ليس أميراً للانتقام ولن يصفّي خصومته مع أحد، وأنه سيتفرّغ لبناء الغد»، داعياً إلى ائتلاف وطني.
في المقابل، لفت المراقبون إلى أن نور أشار إلى أسماء رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا، واصف أزاردي الرئيس الباكستاني في معرض ردّه على سؤال عن منعه من ممارسة السياسة، لأن التهمة التي سجن بسببها جنائية وتمسّ الشرف. إشارة تحمل معنى أنّ «أيمن نور جاء لينافس على الحكم».
أيمن نور تجاهل الربط بين قرار الإفراج عنه وترتيبات زيارة الرئيس مبارك إلى الولايات المتحدة في نيسان المقبل، ولم يقابل حتى الآن سوى مؤيديه من أعضاء حزب «الغد». ورداً على تفكيره في الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة في ٢٠١١، قال إن هذا «قرار حزبي ونسعى إلى مصالحة وطنية شاملة من أجل الديموقراطية والعدالة».
مصادر مسؤولة نفت الخضوع لضغوط أميركية في قرار الإفراج، وإن لم تقدم تفسيراً للتوقيت الذي قررت فيه السلطات الإفراج عن المعارض المصري. توقيت اعتبره المراقبون العنصر الغامض في القرار، ولا سيما أنه يأتي بعد أيام من لقاء الرئيس مبارك بالسيناتور الديموقراطي جون كيري، وبعد نصائح من صحيفة «واشنطن بوست»، أشارت إلى أنه سيكون مرحّباً بمبارك في البيت الأبيض إذا أفرج عن نور وأسقطت تهم الخيانة عن معارض آخر هو سعد الدين ابراهيم.