لم يلقَ إعلان الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، تكليف زعيم حزب «الليكود» اليميني، بنيامين نتنياهو، تأليف الحكومة، ترحيباً على صعيد السلطة الفلسطينية وحركة «حماس»، اللتين توافقتا على التشاؤم. وقال المتحدث باسم الحركة الإسلامية، فوزي برهوم، إن «تكليف نتنياهو تأليف الحكومة، لا يبشّر بمرحلة من الأمن والاستقرار في المنطقة»، موضحاً أن هذا القرار «عبارة عن اختيار من السيئ إلى الأسوأ، ومن المتطرف إلى الأكثر خطورة وتطرفاً».
ورأى برهوم أن ذلك «لا يبشّر بمرحلة من الأمن والاستقرار في المنطقة، ويجب أن يكون مدعاة للانتباه للأطراف الواهمة بعملية السلام مع الاحتلال الصهيوني»، مطالباً الدول العربية بأن «تبدأ مرحلة جديدة من التمحور العربي لدعم حق الشعب الفلسطيني».
وعلى الصعيد الفلسطيني الرسمي، أعلن الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، أن «الرئيس محمود عباس لن يتعامل مع أي حكومة إسرائيلية إلا إذا التزمت بالاتفاقيات السابقة، وبالموافقة على الدولتين ووقف الاستيطان والشرعية الدولية».
تجدر الإشارة إلى أن قرار بيريز جاء بعد فشله في إقناع زعيمة حزب «كديما»، وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، بتأليف حكومة وحدة يرأسها نتنياهو.
في هذا الوقت، توقع دبلوماسيان أميركيان سابقان أن يستأنف زعيم حزب «الليكود» محادثات السلام مع كل من الفلسطينيين وسوريا، ما يناقض خشية الأطراف المحلية الفلسطينية والعربية.
وقال السفير الأميركي الأسبق لدى إسرائيل، مدير مركز «سابان لسياسات الشرق الأوسط»، مارتن أنديك، في نقاش نظمه معهد «بروكنغز» أمس، إنه يعتقد أن «نتنياهو سيُجري محادثات سلام مع سوريا بسبب تاريخه السياسي»، مضيفاً: «هنا نعود إلى تجربة نتنياهو في تسعينيات القرن الماضي، ومع فهمنا أنه سيتعرض لضغوط من الرئيس الأميركي باراك أوباما، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، والمبعوث إلى المنطقة جورج ميتشيل، للتحرك على المستوى السياسي عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات مع الفلسطينيين».
وتابع أنديك، الذي عمل مبعوثاً أميركياً للسلام في الشرق الأوسط في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون: «أعتقد أن نتنياهو سيتبنى التكتيك الذي تبناه في ذلك الوقت (التسعينيات)، والذي هدف إلى حرف الضغوط الأميركية من خلال السعي إلى صفقة مع السوريين». ورأى أن «ليفني، وزعيم حزب إسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، يدعمان حل الدولتين مع الفلسطينيين، وسيحتاج نتنياهو إلى دعمهما لتأليف ائتلاف مستقر»، مضيفاً أنه «بالنتيجة، فإن التفاوض حول أراضي الضفة الغربية مقابل السلام ممكن حتى مع معارضة حزب الليكود للتخلي عن هذه الأراضي».
وتوافق أنديك ورئيس مركز «غرينبرغ كوينلان روزنر»، ستانلي غرينبرغ، الذي شارك في النقاش، على أنه «إذا كان الائتلاف المقبل في إسرائيل يمينياً، فهذا لا يعني بالضرورة وقف محادثات السلام». وأضاف: «لا أعتقد أننا يجب أن نفترض ذلك بسبب الانتخابات التي جرت في خضمّ نزاع غزة، وانتهت بغالبية للوسط أو كتلة اليمين».
وأشار غرينبرغ، الذي كان مستشار الاستطلاعات لدى بيل كلينتون خلال المعركتين الانتخابيتين اللتين فاز بهما، إلى أن «الرأي العام الإسرائيلي بيّن على مرّ التاريخ أنه ديناميكي، وهذا يعني أن محادثات السلام مع الفلسطينيين وسوريا ممكنة في ظل حكومة يمينية».
وأضاف غرينبرغ أنه «إذا قرر القادة الإسرائيليون، بدعم أميركي، أن هذا ضروري للإسرائيليين ولبقاء إسرائيل وأمنها ومستقبلها، أعتقد أن الشعب الإسرائيلي سيتحرك».
(يو بي آي، أ ف ب)