حثّ الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، الفلسطينيين في قطاع غزة على «عدم الاستسلام للضغوط العربية للتوصل إلى تهدئة مع إسرائيل»، متعهداً «دعم قتال الدولة العبرية». ودعا، في تسجيل صوتي على الإنترنت أمس، «المسلمين في اليمن وأفغانستان والصومال إلى مواصلة قتال الصليبيين». وأضاف الظواهري: «يحاول أعوان إسرائيل من العرب أن يفرضوا على أهل غزة تهدئة توقف جهادهم وتساومهم على فكّ الحصار»، إلاّ أنه أكد «لإخواننا وأهلنا في غزة أن الجهاد لتحرير فلسطين وسائر ديار الإسلام لا يجب أن يتوقف، وإن ضاق المجال في مكان، فإنه يتسع في أماكن أخرى».ونصح الظواهري حركة «حماس»، من دون ذكرها بالاسم، «بألا تندمج مع فصائل غير إسلامية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس»، مشيراً إلى أن «منظمة التحرير هي هيئة علمانية لا تحكم بالشريعة الإسلامية، وهي الهيئة التي أسقطت الجهاد من ميثاقها والتي قبلت بفُتات من فلسطين».
في هذا الوقت، قال محللان إسرائيليان أمس، إن «مجموعات الجهاد العالمي المرتبطة بتنظيم القاعدة تؤدي دوراً مهماً في عمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل من جنوب لبنان وقطاع غزة». وأوضح مدير برنامج الإرهاب والنزاعات الصغيرة في معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب، يورام شوايتزر: «عندما أنظر إلى هجمات الصواريخ من جنوب لبنان، فإن غريزتي تنبئني بتورط الجهاد العالمي»، مضيفاً أنه «لا أحد يستطيع أن يجزم من يقف وراء إطلاق الصاروخ، لكنّ هناك أساساً للمواجهة بين المجموعات السنية المتشددة في جنوب لبنان وحزب الله».
أما بالنسبة إلى الوضع في غزة، فقال شوايتزر إنّ «من المحتمل أن الجماعات الجهادية متورطة في إطلاق الصواريخ وفي الهجمات على الدوريات الإسرائيلية على الحدود مع إسرائيل»، مضيفاً: «نحن الآن في منتصف الوضع (بين الحرب والهدنة). وبالنسبة إلى هذه المجموعات، من المشروع أن تظهر قوتها، إلى أن تقوم حماس بقمعها».
وشاطر مدير برنامج العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية في معهد دراسات الأمن القومي، شلومو بروم، شوايتزر رأيه، قائلاً إنّ «من المنطق افتراض أن الجهاد العالمي يقف وراء إطلاق الصاروخ على شمال إسرائيل السبت الماضي. فالوضع مربح بالنسبة إليهم. هم يهاجمون إسرائيل من ناحية ويلحقون الأذى بحزب الله».
ميدانياً، أعلن شهود عيان أن «الجيش الإسرائيلي شن أمس غارة جوية على القطاع الأوسط من قطاع غزة بعد تعرض إحدى دورياته لإطلاق نار قرب الجدار الأمني». كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ على جنوب فلسطين المحتلة. وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم «حزب الله في فلسطين» مسؤولية إطلاق صاروخي «الرضوان»، نسبة إلى القائد العسكري لحزب الله، الشهيد عماد مغنيّة، الملقّب بـ«الحاج رضوان».
(يو بي آي، رويترز)