محمد زبيبأعلن أمس تلف أكثر من مئة ألف قرص مدمج، في إطار ما يوصف بأنه للحد من «تجارة المنتجات الفكرية بطريقة غير قانونية ومكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية».
وتحتوي هذه الأقراص على برامج كمبيوتر وأفلام وأغان وألعاب... كان قد ضبطها «مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية التابع لقسم المباحث الجنائية الخاصة في وحدة الشرطة القضائية».
هذه ليست عملية التلف الأولى التي تحصل في أجواء «احتفالية»، ولن تكون الأخيرة، بفضل همّة «القراصنة» النشيطين الذين يصحّ تسميتهم «روبن هود عصر المعلوماتية»... وهي لا تأتي من خارج سياق الحملات الإعلامية والإعلانية التي تتكرر بين الحين والآخر، بدعم حكومي، من أجل دفع الرأي العام إلى «تقديس» مصالح الوكالات التجارية الحصرية والشركات المنتجة والموزّعة.
قد يكون موضوع «القرصنة» من أكثر المواضيع المطروحة تعقيداً، إذ لا خلاف على أهمية التمييز بين حقوق الفنانين والأدباء، وأرباح الشركات... ولكنّ الحرب على «القرصنة» باتت تشبه الحرب الطبقية. تخيّلوا لو أن «القراصنة» لا يقومون بما عليهم، فمن من الفقراء كان سيتمكّن من استخدام الكمبيوتر وبرامجه أو مشاهدة فيلم أو الاستماع إلى أغنية؟ لولاهم لما كان من الممكن الحديث أصلاً عن ثورة الاتصالات. فهذا النوع من الثورات لا يتحقق في ظل الأسعار الخيالية التي تفرضها الشركات على منتجاتها المحميّة، من الأدوية إلى التراث!
هناك برامج سعر النسخة منها 500 دولار تباع بـ1000 ليرة... هذا يسمى تعميماً للثورة لا فعل «قرصنة».