«فتح» تحرّر 52 معتقلاً في الضفّة... و«حماس» تعتذر عمّا بثّته «القدس»!القاهرة ــ خالد محمود رمضان
وسط توقعات بأن حوار القاهرة، الذي ينطلق اليوم وتشارك فيه 13 منظمة فلسطينية، قد ينتهي بما لا يشتهي الوسيط المصري، عكست تصريحات أعضاء وفدي حركتي «حماس» و«فتح»، اللذين جمعتهما مأدبة غداء واحدة، تفاؤلاً في إمكان تجاوز الفتور الراهن في العلاقات البنيوية والسياسية بينهما، وخصوصاً بعد إعلان عضو المجلس الثوري لـ«فتح»، النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان، أن «الوساطة التي قام بها نجل الزعيم الليبي، سيف الإسلام القذافي، أدت إلى إطلاق السلطة الفلسطينية سراح 52 معتقلاً سياسياً من حماس في الضفة الغربية»، فيما أعلن عضو وفد «فتح»، نبيل شعث، أن الطرفين اتفقا على الاستمرار في عمليات إطلاق المعتقلين.
عملية الإفراج هذه رآها النائب في كتلة «التغيير والإصلاح» التابعة لحكومة «حماس»، أيمن دراغمة، «إشارة إيجابياة». إلّا أن هذه الإيجابية لم تنسحب على عضو وفد «حماس» إلى القاهرة، عزت الرشق، الذي قال إن «ملف المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية قد يكون قنبلة تفجر الحوار الفلسطيني ـــــ الفلسطيني، إذا لم يؤخذ هذا الملف بالجدية الكاملةوفي وقت لاحق من مساء أمس، أعلنت «فتح» و«حماس»، في القاهرة، في بيان مشترك، توصّلهما إلى اتفاق على وقف الحملات الإعلامية، وإغلاق ملف المعتقلين من الطرفين قبل انتهاء حوار القاهرة الذي ينطلق اليوم. واللافت كان ما أعلنته مصادر عن اعتذار «حماس لفتح عن بث فضائية القدس اعترافات لقياديين فتحاويين اعترفوا بمحاولة زعزعة حكم حماس في غزة». وقال عضو وفد «فتح» إلى القاهرة، عزام الأحمد، إن «فحوى الاعتذار هو أن التسجيلات قديمة».
في المقابل، قالت مصادر مصرية وفلسطينية، لـ«الأخبار»، إن «التفاؤل شخصي ولا يعكس حقيقة الملفات والخلافات العالقة التي يتعين على الطرفين إيجاد حل نهائي لها».
ويدشّن رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، اليوم، الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني الفلسطيني في الساعة العاشرة صباحاً. ولم يكن معروفاً أمس مكان عقد الاجتماع، الذي سيخضع كما قال مسؤولون مصريون لإجراءات أمنية مشددة، خشية محاولة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية التنصت على كواليس الحوار، علماً بأن الأجهزة الأمنية المصرية تستضيف الفصائل في فندق «الإنتركونتننتال»، في ضاحية مدينة نصر شرق القاهرة.
وقال مسؤول مصري إن الجلسة ستدوم ساعتين فقط، يلقي خلالها سليمان كلمة تشدد على ضرورة إنهاء الخلافات الفلسطينية، وتحذّر من خطورة استمرار الأوضاع كما هي عليه في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وسيعقب الجلسة الافتتاحية، تأليف خمس لجان نوعية تتعلق بتأليف حكومة وحدة وطنية فلسطينية، والاتفاق على موعد وترتيبات إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، وإعادة إنشاء الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية، وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لتضم حركتي «حماس» والجهاد الإسلامي، إضافة إلى إجراءات المصالحة.
واستبق المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، افتتاح الحوار الفلسطيني بالإشارة إلى أنه «لا مكان للتشاؤم أو التفاؤل، والمطلوب من الفصائل تغليب المصلحة الوطنية».
من جهته، رأى سفير فلسطين لدى القاهرة، نبيل عمرو، أن «الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة تستدعي من جميع المشاركين في حوار القاهرة التوافق وإنهاء حالة الانقسام»، لافتاً إلى أن «ملف المعتقلين هو من المسائل المطروحة على طاولة البحث»، مشيراً إلى أن «وجود الليكود وحكومة يمينية في الحكم في إسرائيل قد يدفعها إلى اتخاذ قطاع غزة هدفاً عسكرياً». وشدد على أن «طبيعة علاقة حماس بمعسكر الممانعة من الأخطاء الجوهرية فى عالم التحالفات، وأن إيران وسوريا لم يقدما لها المساعدة».
في هذا الوقت، نقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إنه «يجري درس إمكان أن يعقد وزراء اللجنة الدولية الرباعية حول الشرق الأوسط، اجتماعاً في مصر على هامش مؤتمر إعادة إعمار غزّة المقرر في الثاني من آذار المقبل»، الذي أكد وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، أنه سيمثل بلاده فيه.
وبالتزامن، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، أن «السلطة الفلسطينية ستطلب مليارين و800 مليون دولار لإعادة إعمار القطاع».
وبشأن التهدئة بين «حماس» وإسرائيل في غزة، رأى وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، أن «التهدئة سارية، لا نرى الاشتباكات والصدامات التي كانت موجودة خلال الفترة السابقة، كذلك فإن جهد بلاده ينصب على هذا الموضوع إضافة إلى مسألة تبادل الأسرى».