هدّدت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني، أمس، بشنّ عملية عسكرية أخرى على غزة إذا استمرت إيران بتهريب الأسلحة إلى القطاع، فيما وجّهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رسالة حادة، أعربت فيها عن غضبها من وضع إسرائيل العراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.وأتت مواقف ليفني خلال لقائها نظيرها القبرصي ماركوس كيبريانو، وشددت فيها على ضرورة إيقاف إيران لتهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان وقطاع غزة، مضيفة أن «على إيران أن تدرك أن تهريبها أسلحة إلى سوريا ولبنان وحماس، الذي يمثّل خرقاً خطيراً لتفاهمات دولية، يجب أن يتوقف».
ووصفت ليفني ما تقوم به إيران على هذا الصعيد بأنه «إحدى أخطر المشاكل في المنطقة»، وإذا استمرت فإنه «لا مفرّ من شنّ عمليات عسكرية دفاعية أخرى من جانب إسرائيل».
وبحثت ليفني وكيبريانو مسألة احتجاز قبرص السفينة الإيرانية في ميناء ليماسول، والعثور على أسلحة وذخيرة على متنها ومصادرتها قبل السماح للسفينة بمواصلة الإبحار. وقالت إسرائيل إن الأسلحة التي وُجدت على السفينة الإيرانية كانت متجهة إلى «منظمات إرهابية في المنطقة».
من جهة أخرى، وجّهت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، الأسبوع الماضي، رسالة حادة إلى إسرائيل أعربت فيها عن غضبها من وضع تل أبيب العراقيل أمام نقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأوضح مصدر سياسي رفيع المستوى في القدس المحتلة أن مسؤولين في محيط كلينتون لفتوا إلى أن هذا الموضوع سيكون من ضمن محاور زيارتها إلى إسرائيل، الثلاثاء المقبل.
وفي السياق، من المتوقع أن ينقل المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي بدأ أمس زيارة إلى تركيا والتقى الرئيس عبد الله غول، احتجاجاً حاداً إلى المسؤولين الإسرائيليين، بعدما كان مسؤولون في الإدارة الأميركية قد نقلوا، الأسبوع الماضي، رسائل متشددة جاء فيها أن «إسرائيل لا تبذل ما يكفي من الجهود لتحسين الوضع الإنساني في غزة».
وفي محاولة للتخفيف من وقع تصريحات كلينتون، أبلغ الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود صحيفة «هآرتس» أن «للولايات المتحدة علاقات خاصة بإسرائيل، ومن دون شك ستتواصل وستبقى قوية».
وذكرت «هآرتس» أيضاً أن مواقف المسؤولين الأميركيين أتت على خلفية حدث محرج وقع الأسبوع الماضي، عندما وصل رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري لزيارة غزة، وعلم أن شاحنات محمّلة بأربطة «الباستا» لا يسمح لها بدخول القطاع. وعندما سأل كيري محافل في الأمم المتحدة عن السبب، أُجيب بأن «اسرائيل لا تعتبر الباستا حاجة إنسانية، بل فقط إرساليات الأرز»، الأمر الذي دفع كيري إلى طرح الموضوع أمام وزير الدفاع إيهود باراك، واستوضح منه دوافع القرار الإسرائيلي. وبعد اللقاء، أمر باراك بالسماح بإدخال الشاحنات إلى غزة. ورجّحت الصحيفة أن يكون كيري قد أبلغ وزيرة الخارجية كلينتون بهذه القضية.
في هذا الوقت، استشهد شاب فلسطيني متأثراً بجروحه الخطرة التي أصيب بها خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما شنّت طائرات حربية إسرائيلية عدة غارات جوية استهدفت أنفاق التهريب على الحدود الفلسطينية ـــــ المصرية في مدينة رفح جنوب القطاع.
وقالت مصادر طبية فلسطينية، أمس، إن عبد الله اسليم (17 عاماً) استشهد متأثراً بجروحه الخطرة التي أصيب بها في الغارة الجوية التي استهدفت وزير الداخلية في حكومة «حماس» الشهيد سعيد صيام، في حي اليرموك وسط مدينة غزة، قبل يوم واحد من وقف إطلاق النار في 18 كانون الثاني الماضي.
وقال المدير العام للإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الطبيب معاوية حسنين إن عدد شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة ارتفع إلى 1452 شهيداً، فيما لا يزال عشرات الجرحى يتلقّون العلاج في مستشفيات محلية وخارجية.
كذلك قصفت طائرات حربية إسرائيلية أنفاق التهريب المنتشرة على الحدود الفلسطينية المصرية في مدينة رفح. وقالت مصادر محلّية إن الطائرات الحربية أطلقت أربعة صواريخ في اتجاه الأنفاق، ما أدى إلى تضرّر عدد منها، من دون وقوع إصابات بشرية في أوساط السكان والعاملين في الأنفاق.
وكانت الإذاعة الإسرائيلية قد نقلت في وقت سابق عن مصادر في جيش الاحتلال أن صاروخين سقطا في تجمع «شاعر هنغيف» الاستيطاني، في منطقة النقب الغربي المتاخمة للقطاع، من دون وقوع إصابات أو أضرار.
وأعلنت «كتائب حزب الله في فلسطين» مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخين من طراز «رضوان»، وقالت إنهما بداية لعمليتها العسكرية التي أطلقت عليها اسم «فداك يا قدس».
إلى ذلك، يصل مبعوث رئيس الوزراء لمعالجة صفقة شاليط، عوفر ديكل، إلى القاهرة قريباً، كي يواصل الاتصالات لتحرير الجندي الأسير في قطاع غزة، ويسمع اقتراحات لتقدّم المسألة وتسلّم رسائل من «حماس».
(الأخبار، يو بي آي)