رشا أبو زكيهل يُعقل أن يستجدي لبنان انضمامه إلى منظمة التجارة العالمية؟ يبدو أن وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي «لا يقصّر» في هذا المجال، وها هو يقود «مفاوضات دقيقة» في جنيف، خلال الاجتماع السادس الخاص بدخول لبنان إلى منظمة التجارة العالمية. ويُظهر بيان صادر عن الوزارة أنّ هنالك إجماعاً عالمياً على إدخال لبنان إلى المنظمة، إذ إن «سفير المغرب الذي ترأس المجموعة العربية في الاجتماع ألقى كلمة داعمة للبنان، ودعا إلى تسريع عملية انضمامه. وتحدث عدد كبير من سفراء الدول العربية وممثّلون عن دول الاتحاد الأوروبي واليابان والصين وأوستراليا وغيرها، فأكدوا الدعم المطلق لتسريع انضمام لبنان إلى المنظمة. واتُّفق على أن توجّه الدول الأعضاء أسئلة استيضاحية إلى الفريق اللبناني التجاري، وتعهّد الوزير الصفدي بتسريع التعاون مع مجلس النواب لإقرار التشريعات اللازمة.
فالنظام الرأسمالي في ورطة، والولايات المتحدة نفسها وكذلك الدول الأوروبية تعمل على تحصين اقتصاداتها، وخصوصاً القطاعات الإنتاجية «المضمونة»، في ظل الاهتزاز الاقتصادي العالمي... إلا لبنان، الذي لا يزال يقلّم أظافر اقتصاده «الحر»، ويفتح أسواقه الهشّة، ويدمّر قطاعاته الإنتاجية الضعيفة أمام هجوم سلع «الدول الصناعية الكبرى»، لا بل يريد تعزيز تقهقره الإنتاجي، لاهثاً خلف الـWTO، وهو الذي لم يستطع حتى الآن إلزام الدول التي وقّع معها اتفاقية تيسير التجارة العربية بمبدأ تكافؤ التبادل، جاعلاً قطاعاته تتنافس مع سلع مدعومة من بلد المنشأ بقوّة!