وصول 40 مليون ليتر أمس... وباخرتان خلال الأسبوع الحاليأزمة المازوت لا تزال مستمرة في معظم المناطق اللبنانية، رغم أن وزارة الطاقة والمياه عمدت إلى مضاعفة الكميات المسلّمة إلى الشركات، مع تأكيد وزير الطاقة ألان طابوريان أن باخرة محمّلة بالمازوت أُفرغَت أمس، ويُنتَظَر وصول باخرتين مماثلتين الأسبوع الجاري
لا تزال أزمة المازوت تسيطر على مدافئ اللبنانيين، من الشمال إلى الجنوب والبقاع والجبل، وتستمر مناشدات الأهالي للحصول على هذه المادة، بعدما بدأ فصل الشتاء يحلّ بصقيعه على لبنان... أسباب انقطاع المازوت تتفاوت بين رأي وآخر، وبين جهة وأخرى، فوزير الطاقة والمياه ألان طابوريان يرى أن انقطاع المازوت سببه الطلب الكبير عليه من المواطنين. ويشير أصحاب المحطات إلى أن السبب يعود إلى سوء في توزيع المازوت، وانخفاض في الكميات الموزعة، فيما تؤكد مصادر «الأخبار» وجود تهريب عكسي للمازوت من لبنان نحو سوريا، ما ينعكس انخفاضاً في العرض مقابل الطلب الذي يترافق سنوياً مع بداية فصل الشتاء.

أزمة كمية

تشكو جميع المناطق اللبنانية اختفاء المازوت من المحطات، رغم أن وزارة الطاقة والمياه ضاعفت الكميات الموزعة للشركات ضعف حاجة لبنان اليومية للمازوت. ويوضح الوزير طابوريان لـ«الأخبار» أن الكمية الموزعة وصلت أمس إلى 9 ملايين ليتر من المازوت، مشدداً على أنه لا أزمة تتعلق بحجم المازت المتوافر في لبنان، وخصوصاً أن باخرة محملة بنحو 40 مليون ليتر من المازوت أُفرغت أول من أمس، فيما يُنتظر وصول باخرتي مازوت غداً وفي نهاية الأسبوع الحالي، ما يشير إلى أن المشكلة ليست في توافر هذه المادة، بل في أوقات توزيعها. ولحلّ هذه المسألة، لفت طابوريان إلى أنه اتصل بوزير الداخلية زياد بارود للسماح للصهاريج بالعمل 24/24 ساعة حتى الخامس عشر من الشهر الحالي، وبذلك يصل المازوت إلى كل المناطق التي تعاني انقطاعه، وخصوصاً على خط ضهر البيدر، بهدف سدّ حاجة السوق في زحلة والبقاع وتوفير الكميات الضرورية لها لتمكين المواطنين من أخذ حاجتهم الكافية منه دون اضطرارهم إلى الوقوف في طوابير أمام المحطات. وعلى الأثر، صدر عن محافظ جبل لبنان بالتكليف، القاضي أنطوان سليمان، قرار سمح بموجبه للصهاريج التي تنقل المحروقات على أنواعها بالسير خارج الأوقات المحددة للسير على الطرقات الرئيسية والأوتوسترادات ضمن محافظة جبل لبنان، وذلك لغاية 15/1/2009.

الانقطاع في البقاع

وقد اشتدت وطأة الأزمة في البقاع لأسباب تتقاطع مع المناطق اللبنانية الأخرى، وهي زيادة الطلب، إضافة إلى اعتماد عدد كبير من المحطات في هذه المنطقة سابقاً على المازوت المهرب من سوريا، وبالتالي عدم التزامها مع أي من شركات التوزيع المحلية القائمة. وقد شدد طابوريان على أن الوزارة لا تملك الصلاحية في التدخل بطريقة توزيع المازوت من الشركات، إذ إن الشركات تتسلم المازوت من الوزارة لتوزعه على زبائنها، وبالتالي توفّر الوزارة فائضاً في الكميات لكي تصرفها الشركات في المحطات غير الملتزمة مع شركات محددة، لافتاً إلى أن المشكلة الكبرى في موضوع انقطاع المازوت كانت في منطقة البقاع، وقد تواصلت الوزارة مع شركات التوزيع لزيادة الكميات المسلمة لتلك المنطقة، على أمل التجاوب مع هذا الطلب.
وفي هذا الإطار، جرى اتصال بين وزير الزراعة إلياس سكاف وطابوريان، وضع خلاله سكاف الوزير طابوريان في صورة الأزمة الناجمة عن فقدان مادة المازوت الأحمر في منطقة البقاع، وخاصةً في زحلة في ظل الحاجة المتزايدة بفعل موجة الجليد التي تضرب المنطقة منذ أيام. وقد جاء هذا الاتصال إثر اجتماع عقده الوزير طابوريان مع نواب من كتلة «حزب الله» لمعالجة الأزمة المستجدة. واتُّفق بنتيجة الاتصال بين الوزيرين سكاف وطابوريان على تزويد البقاع اليوم كمية مليون وثلاثمئة ألف ليتر لسد حاجة السوق، على أن تُرسل غداً كمية مليون ليتر من المازوت الأحمر.
وقد أكد طابوريان وسكاف تسليم مليون وثلاثمئة ألف ليتر من مادة المازوت لمحطات منطقة البقاع أمس، على أن يليها تسليم مليون ليتر إضافية في خلال اليومين المقبلين، وذلك للقضاء نهائياً على أزمة المازوت في المنطقة. ونفى سكاف أن يكون انقطاع المادة طوال هذه الفترة ناجماً عن أي خلفيات سياسية، بل هو عائد إلى مبدأ العرض والطلب، حيث ازداد الطلب على هذه المادة بصورة كبيرة ومفاجئة في ظل الصقيع الذي خيّم على المنطقة، ما دفع بالمواطنين إلى زيادة الطلب من المحطات التي لم تكن أصلاً مزودة مخزوناً كافياً من هذه المادة، إضافة أيضاً إلى عطلة الاعياد، حيث انقطعت الشركات عن التسليم.
وأكد سكاف أن طابوريان ابدى التجاوب الكامل، وأوعز إلى الأجهزة المختصة بتوفير المادة بالكميات المطلوبة، وتوزيعها على محطات البقاع، تسهيلاً لأمور المواطنين، وتوفيراً لحاجاتهم من مادة المازوت.

... وفي بنت جبيل

وفيما تسيطر أزمة انقطاع المازوت على كل المناطق الجنوبية، ذكر مراسل «الأخبار» في بنت جبيل داني الأمين أن هذه الضائقة الصعبة التي يعيشها الأهالي في بنت جبيل، أدت إلى ارتفاع أسعار المازوت اللبناني في السوق السوداء، إذ إن جميع محطات الوقود، أصبحت تبيع المازوت بأسعار مرتفعة عن سعره الرسمي. فبعض الأهالي بيّنوا أنهم يشترون تنكة المازوت بـ 16 الف ليرة أو أكثر، رغم أن السعر الرسمي هو 13600 ليرة. ويقول حسن بزي، من بنت جبيل: «استطعت الحصول على 40 ليتراً من المازوت من إحدى محطات القضاء بـ32400 ليرة، وهذا يعني أن سعر صفيحة المازوت عند بعض المحطات يزيد على السعر الرسمي بـ2600 ليرة، ولا أحد يراقب ذلك». ويقول صاحب إحدى محطات الوقود في بلدة شقرا إن «جميع أبناء الجنوب يحصلون على المازوت من مصفاة الزهراني، التي لا تستطيع توفير الحاجة المطلوبة للمناطق، ولعلّ أهم سبب لذلك هو أن العاملين في مصفاة الزهراني لا يعملون طوال الوقت، فهم يعطّلون السبت والأحد، إضافة إلى الأعياد الرسمية، وهذا من شأنه أن يؤثر كثيراً في تمويل محطات الوقود في المناطق الجنوبية، لذلك يجب على الدولة أن توفر العمل في هذه المصفاة طوال فترات الأسبوع، وخصوصاً في أيام البرد».
(الأخبار)


300000 ليرة

هو سعر نقلة الحطب الصغيرة، وهي لا تكفي الحاجة اللازمة للعائلات خلال موسم الشتاء، الا أن انقطاع مادة المازوت في معظم المناطق ولأسابيع متتالية دفع الأهالي إلى شراء نقلتين أو أكثر من الحطب، ما يرهق جدّاً أصحاب الدخل المحدود


التهريب إلى سوريا