طابوريان: توزيع 50 مليون ليتر من المازوت خلال 8 أيام!رشا أبو زكي
«الله يسامحك يا وزير فلان»، «الله لا يوفقك يا وزير فلان»... عبارتان كانتا تتغيران بين مواطن وآخر وبين تصريح سياسي وآخر، وفق تناسب التوجهات السياسية لوزير الطاقة والمياه مع أفكار المواطنين والسياسيين... فقد سبق وزير الطاقة والمياه آلان طابوريان وزير آخر بالوكالة هو محمد الصفدي، حينها كانت السهام تصوّب من سياسيّي ومناصري 8 آذار نحو الصفدي، باعتباره المسؤول عن أزمة الكهرباء. أما الآن، فقد جاء وزير آخر هو آلان طابوريان، وحان وقت «الأخذ بالثأر»، بحيث أصبحت أزمة الكهرباء طريقة تستخدمها قوى 14 آذار للتصويب السياسي في ظل تجاهل تام لمسؤولية الحكومة مجتمعةً عن التدمير المنهجي الحاصل في هذا القطاع! على أي حال، فإن أزمة الكهرباء قائمة، وساعات التقنين أصبحت تناهز الـ 16 ساعة في بعض المناطق، والمواطنون يعانون سوء التغذية الكهربائية التي تأتي بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة، وانقطاع مادة المازوت في عدد كبير من المناطق.

سبب الأزمة

ويعلّل مصدر معني في مؤسسة الكهرباء لـ«الأخبار» بوجود عطل تقني في معمل الزهراني، ما استدعى انتظار وصول الخبراء الكوريين لإعادة إصلاحه، وقد تزامن ذلك مع صيانة إحدى مجموعات معمل الذوق، إضافةً إلى حصول عطل مفاجئ في معمل الجية. وكذلك، ارتفعت ساعات التقنين في بعض المناطق الجنوبية بسبب تنفيذ أعمال الصيانة والتأهيل في مخرج أنصار من محطة النبطية الرئيسية توتر 15 كيلوفولت. وقد أدت هذه الأعطال إلى انخفاض التغذية بالتيار الكهربائي في كل المناطق اللبنانية خارج بيروت الإدارية.
ولفتت المصادر إلى أن معمل الجية بدأ يعمل بكامل قوته وهو 70 ميغاوات، بعدما أُصلح العطل الطارئ على المجموعة الرابعة، وبالتالي سترتفع ساعات التغذية في المناطق ابتداءً من مساء أمس. أمّا في معمل الزهراني، فقد عاد العمل بالمجموعة الأولى أول من أمس، حتى الثانية عشرة من ظهر أمس، إلا أن الخبراء التقنيين طلبوا إعادة توقيف المجموعة 36 ساعة إضافية، وبالتالي ستعود التغذية تدريجياً إلى ما كانت عليه قبل حصول الأعطاء اليوم أو غداً. ويكرر المصدر أن الطلب على الطاقة يتعدى القدرة الإنتاجية لكل المعامل، حتى لو جرى تشغيل جميع المجموعات، بما فيها المجموعات القديمة في معملي الذوق والجية، التي تتعرض لأعطال مستمرة... ولفت المصدر إلى أن الإصلاحات القائمة من المفترض أن لا تكرر الأعطال التي وقعت، وبالتالي فإن التأخير في تشغيل المجموعات سببه العمل على إصلاح الأعطال بطريقة شبه نهائية.

مشكلة المازوت

أما مشكلة انقطاع المازوت، فلا تزال مستمرة، وأشار النائب أكرم شهيب إلى أن فقدان المازوت في الأسواق متعلق بعمليات تهريب تجري من لبنان إلى سوريا نظراً لتفاوت الأسعار بين البلدين. ورأى أن كل قطاع تمسكه وزارة الطاقة والمياه، من الكهرباء والمياه إلى النفط، يحتاج إلى وزارة مستقلة، على أن تكون لكل الناس لا لفئة من الناس. وأشار إلى أن المشكلة الكبيرة اليوم تكمن في تقنين الكهرباء وتوزيعها بطريقة غير عادلة، ومنع وصول المازوت إلى الناس والمولّدات والأفران والمستشفيات في هذا البرد القارس. وشرح «في موضوع المازوت بات لبنان بحاجة يومياً إلى ما بين 3 ملايين ليتر و7 ملايين في الأيام العادية، ومع خفض سعر المحروقات لم تعد سياسة دعم المحروقات موجودة». وسأل «لماذا لا يغرق السوق بهذه المادة؟». وقال «هناك معلومات تفيد أن بعض المرجعيات تعطى كميات خارج نطاق الكوتا للمناطق الموزعة يومياً، ومن حساب الكهرباء، إذ هناك مليون وثلاثمئة ألف ليتر مازوت وزعت للمرجعيات السياسية في هذا الظرف». أما النائب بطرس حرب، فانتقد «الفلتان الحاصل في سوق المحروقات ولامبالاة وزارة الطاقة إزاء الاحتكار الشديد الحاصل، وخصوصاً لمادة المازوت من جانب بعض المحميّين من قوى سياسية حليفة». وقال إن «المواطن اللبناني يتحول فريسة لمافيات تابعة لقوى سياسية تحميها، بحيث يعاني غضب الطبيعة والبرد القارس بسبب هيمنة بعض النافذين والمافيات التابعة لهم على قطاع المحروقات وحرمان المواطن دعم المازوت، الذي أقرّه مجلس النواب، بإخفاء المازوت المدعوم وطرح كميات المازوت المهرّب الغالي الثمن، ما يملأ جيوب المافيات على حساب لقمة عيش المواطن».
وأضاف «وقد بلغنا أن الوزارة تساعد المافيات على فرض سعر عالٍ للمازوت من خلال عدم إمداد السوق بحاجته، بحيث لا تسلم الوزارة أكثر من 100 صفيحة من المازوت المدعوم لمحطة المحروقات في الأسبوع، وبما أن هذه الكمية لا تكفي، تقوم المافيات بفرض أسعارها بحيث يبلغ سعر الصفيحة 16000 ليرة لبنانية».

طابوريان: لا وجود للتهريب

إلا أن الوزير طابوريان أكد في حديث لـ«الأخبار» عدم وجود تهريب للمازوت من لبنان إلى سوريا. قال «لقد تواصلت مع وزير المال محمد شطح، الذي اتصل بالنقاط الجمركية الموجودة عند الحدود اللبنانية السورية، وأبلغني أنه لا يوجد أي نوع من التهريب». وأكد أن كميات المازوت التي سلمتها الوزارة منذ بدء العام الحالي حتى اليوم (أمس) وصلت إلى حد لم تشهده منشآت النفط في تاريخها. إذ جرى تسليم 50 مليون ليتر منذ مطلع العام، فيما كان يجري تسليم 32 مليون ليتر كحدّ أقصى في ثمانية أيام خلال الفترات السابقة. وشدد على أنه في السابق كانت الوزارة لا تسلّم المازوت في أيام الأعياد الرسمية وأيام الآحاد، ويجري توقيف العمل في تسليمات الزهراني خلال يوم السبت، إلا أنه حالياً يُعمَل خلال العطل الرسمية، وكذلك أيام السبت والأحد. كما كانت الباخرة تكفي حاجة السوق لمدة 12 يوماً، فيما لا تكفي حالياً سوى لـ4 أيام... وأوضح طابوريان أن الكلام عن وجود احتكار أو توزيع استنسابي هو كلام سياسي، والكميات الفائضة التي يجري توزيعها دليل على ذلك.
وعن مراقبة المحطات، لفت طابوريان إلى أن وزارة الاقتصاد والتجارة، أعطت توجيهاتها لمديرية حماية المستهلك للقيام بدوريات في المناطق لمراقبة موضوع بيع المازوت، إلا أن أحداً من المواطنين لم يقدم شكاوى بسبب موضوع أسعار المازوت.


650 صهريج

هو عدد الصهاريج الذي تقوم بتسليم مادة المازوت الى المحطات، وقد لفت طابوريان الى أن عدد المحطات التي من المفترض ان تتسلم المازوت هو 3 آلاف، تلبي حاجة 800 ألف منزل يحتاج الى المازوت في الوقت ذاته، وهذا ما يؤدي الى ارتفاع الطلب الى المستويات القياسية القائمة


الاستعانة بمازوت الكهرباء