دمشق | تدافع جمع كبير من المارة لإسعاف ثلاثة جرحى أصابتهم إحدى القذائف في ساحة عرنوس في مدينة دمشق. الجرحى الثلاثة نُقلوا فوراً بسيارة إسعاف إلى مستشفى مجاور، بينما استمر الجمع في معاينة مكان الحادث والتكهن بهوية المصابين ومناقشة طريقة الوصول إلى ذويهم لإبلاغهم بالحادث. يقول أحد المسعفين لـ«الأخبار»: «في مثل هذه اللحظات، ينسى الناس كل نصائح وتعليمات الأمانة، ويتجمهرون لإسعاف الجرحى، وتتوقف الحركة المرورية من جراء ذلك، بالرغم من احتمال سقوط قذائف أخرى في المكان نفسه».
بعد كل قذيفة، تسود حالة مؤقتة من الاضطراب والامتعاض بين الناس، ويغدو وجود الأطفال في الشارع مصدراً للقلق. ساحة الأمويين، التي تتقاطع فيها طريق أحياء المالكي وأبو رمانة والمهاجرين والمزة، تحولت تقريباً إلى ممر حصري لسيارات الإسعاف من تلك الأحياء إلى مستشفى المواساة القريب منها.
في بعض مقار العمل والدراسة التي ينتهي دوامها في الثالثة ظهراً، امتنع الموظفون فيها عن الخروج إلى ما بعد الساعة الرابعة خوفاً من قذيفة طائشة. طالبة في معهد للغات في حي أبو رمانة تقول: «منعت إدارة المعهد الطلاب من الخروج حتى انتهاء سقوط القذائف. فشظايا هذه الأخيرة كانت تتطاير بعيداً عن مواقع سقوطها مهددة المارة على مسافات بعيدة».
«لا يمكن أن تثنينا التهديدات عن الذهاب إلى الامتحان النصفي في الجامعة. تخيّل لو أننا تغيبنا عن الامتحانات مع كل تهديد يصدر عن المسلّحين لما كان بمقدورنا أن نكمل حياتنا»، يروي داوود شبيب، الطالب في جامعة دمشق. بدورها، تقول عاملة في مختبر كلية العلوم: «من غير اللائق أن أتغيّب عن عملي خوفاً من سقوط قذائف، بينما زملائي وطلابي موجودون في الجامعة... اللي بيصير عليهم بيصير علينا». مقاهي العاصمة رغم الحالة «الهستيرية» لم تخلُ من روادها. أحدهم يقول لـ«الأخبار»: «أنا لا أتابع الأخبار على أي تلفزيون، وبالتالي لا أسمع عن تهديدات أو تحذيرات... هكذا أفضل وأريح للبال!».