كشفت زوجة المدون السعودي رائف بدوي المحكوم بالجلد والسجن لاتهامات تتعلق بالإنترنت والإساءة للدين الإسلامي، إنصاف حيدر، أن زوجها المريض بالسكري يعاني ظروف السجن الصحية وسوء التغذية.وأعربت حيدر، في لقاء مع صحيفة «أوسترايش النمساوية» اليومية نشرته أمس، عن خشيتها من تطبيق المزيد من الجلد بحق زوجها نظراً لظروفه.
وكانت السلطات السعودية قد علقت لمرتين الأسبوعين الماضيين موعدين كانا مقررين لاستئناف عقوبة جلد المدون الشاب بدعوى عدم تحمل جسمه، وذلك بعدما جُلد يوم الجمعة 9 كانون الثاني الحالي (50 جلدة)، عقب إدانته بارتكاب جرائم تتعلق بالإنترنت وبالإساءة للإسلام، وتضمن الحكم السجن عشر سنوات، وألف جلدة، بمعدل 50 جلدة أسبوعياً.

حيدر التي تعيش مع أولادها الثلاثة في فيينا منذ عام 2013، دعت في سياق حديثها للصحيفة النمساوية إلى إغلاق مركز الملك عبد الله الدولي للحوار بين الأديان والثقافات في فيينا، لأنه «لا معنى له طالما تتعامل السعودية حتى مع المسلمين معاملة غير إنسانية»، معربة عن شكرها لكل من طالب بذلك.
ويقبع بدوي في السجن منذ عامين وثمانية أشهر، وتشهد النمسا في الفترة الأخيرة جدلاً ونقاشاً واسعين حول الانسحاب من مركز الملك عبد الله الدولي للحوار على خلفية جلده.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "غالوب للأبحاث" (مستقل) وصحيفة «أوسترايش» نشرته أمس، أن معظم النمساويين لا يريدون مركز الملك عبد الله الدولي للحوار بين الديانات والثقافات، حيث أظهر أن 53 في المئة يؤيدون إغلاق المركز.
وكان السؤال الرئيسي في الاستطلاع الذي أجري يومي 21 و 22 كانون الثاني الحالي على 400 شخص، حول إغلاق المركز بفيينا أم إبقائه.
يذكر أن وزير الخارجية النمساوي سابستيان كورتس، هاتف الخميس الماضي، نظيره السعودي، سعود الفيصل، للمرة الثانية خلال أسبوع، لحث السعودية على العفو عن المدون، رائف بدوي، المحكوم بالجلد 1000 جلدة والسجن 10 سنوات.
وقال كورتس، حينها، في تصريحات لوكالة «الأنباء النمساوية الرسمية»، إن «السعودية لم تعط أي التزامات محددة في هذا الاتجاه».
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الالماني، فرانك فالتر شتاينماير أنه يبذل «كل ما بوسعه» لتسوية قضية رائف بدوي.
وشدد شتاينماير في مقابلة مع صحيفة «بيلد ام سونتاغ» نشرت أمس، أن «الحكم على رائف بدوي قاس وسيّئ وظالم وغير متوازن على الاطلاق»، مضيفاً «تأكدوا أننا سنواصل بذل كل ما هو ممكن للتوصل إلى حل»، مشيراً إلى أن «مسألة حقوق الانسان لها حيز كبير» في المحادثات بين برلين والرياض، حتى بمعزل عن هذه القضية.
(الأخبار)