حصار واسع ينفذه «داعش» على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري في دير الزور، ترافق مع قطع الاتصالات والمحروقات عن المدينة لليوم العاشر على التوالي، ما يهدد بتدهور الحالة الإنسانية فيها. من دون سابق إنذار بدأ التنظيم حصاره لأكثر من 250 ألف مدني، بعد إغلاق عناصره لمعبر البغيلية على نهر الفرات في الريف الغربي للمدينة، والذي يفصل الأحياء الواقعة تحت سيطرته عن الأخرى الواقعة تحت سيطرة الجيش.
ترافق ذلك مع قطعه للكابل الضوئي في منطقة الشولا في ريف دير الزور ومنعه ورشات الصيانة من إصلاحه، مع منع أي شخص من الخروج من الأحياء ذاتها. حصار «داعش» تسبب بارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، وصل إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، وشح في المحروقات والأدوية. يقول محمد، الموظف الحكومي، لـ«الأخبار»، إن «داعش يريد الانتقام من أهالي دير الزور الذين وقفوا إلى جانب الجيش في المعارك الأخيرة»، معتبراً أنّ :هذا الحصار هو عقوبة لهم، مستغلين سيطرتهم على الطرقات المؤدية إلى المدينة». بدوره، يؤكد مصدر عسكري أنّ «داعش، وبعد الهزائم الكبيرة التي تلقاها في محيط مطار دير الزور والقرى المحيطة به، يريد كسر إرادة المواطنين وخلق شرخ بينهم وبين الجيش». ولفت المصدر إلى أنّ «إرادة أهالي دير الزور أكبر من إرهاب داعش وبالتعاون معهم سنطرد داعش من دير الزور». ورفض المصدر التعليق على الأنباء التي تتحدث عن «تجهيز الجيش لمعركة تفتح طريق دمشق دير الزور لفك الحصار عن المدينة». وعلى غير العادة، لم تصدر الصفحات الإعلامية المرتبطة بـ«داعش» أو المقرّبة منه أيَّ تعميم أو تعليق توضّح فيه أسباب الحصار. حتى إن مساجد الأحياء الواقعة تحت سيطرة التنظيم، والتي يقطن فيها حوالى 15 ألف مواطن، لم تنبّه الناس إلى قرار إغلاق المعبر كما كان يحصل في المرّات السابقة، والذي غالباً ما يكون سببه دواعي أمنية. مصدر معارض عقّب على ذلك، في حديث إلى «الأخبار» قائلاً إن «الحصار المفروض على الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام سببه مقاتلو داعش من أهالي المحافظة، الذين يعاقبون أقرانهم بتهمة الوقوف إلى جانب النظام ضدّه». وكشف المصدر أنه «لا يوجد مركزية في قرارات التنظيم في المدينة، فالإنترنت مسموح في حي وممنوع في آخر من دون وجود أسباب واضحة، وهو ما يؤكد حالة التخبط الذي يعيشها التنظيم في المحافظة وعدم الوضوح في معظم قراراته». وأشار إلى أنّ «حال الأحياء التي يسيطرون عليها ليست أفضل من الأحياء المحاصرة، لأن الحصار يشل الحركة في كامل المدينة». الحصار تزامن مع تحسّن في واقع الكهرباء في المدينة بشكل كامل وريفها، وهو ما عوض نقص المحروقات ووفّر مصدراً للتدفئة كبديل للمحروقات للمواطنين الذين يعيشون حالة ترقب وقلق خوفاً من استمرار الحصار.