أكد مبعوث الرئيس والحكومة التركية الخاص بليبيا، أمر الله إيشلار، أن أي تدخل عسكري خارجي في ليبيا سيعمّق من الأزمة التي تعاني منها البلاد.وبعد عودته من الجزائر حيث ناقش سبل التعامل مع الأزمة الليبية، قال إيشلار إن الجهود المخلصة التي يبذلها الليبيون من أجل إنقاذ بلادهم من الفوضى، تشعره بالأمل.
والتقى إيشلار، خلال زيارته الجزائر، نائب وزير الخارجية الجزائري المكلف الشؤون المغاربية والأفريقية، عبد القادر مساهل. وأشار إلى أن "وجهات نظر الجانبين التركي والجزائري متطابقة في ما يتعلق بسبل حل الأزمة الليبية وإعادة الاستقرار إلى البلاد. وأضاف أن التعاون بين الجانبين مستمر في ما يتعلق بالشأن الليبي.

أضاف إيشلار أن وجهة نظر تركيا حول أسلوب حلّ الأزمة الليبية واضحة، وهي تعتمد على الحوار السليم الشامل بي جميع الأطراف الليبية، لافتاً الانتباه إلى دعم تركيا لجهود الأمم المتحدة، من أجل إجراء حوار بين الأطراف الليبية، ومؤكداً في الوقت ذاته أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار من أجل إنجاح عملية الحوار.
وأعرب المبعوث التركي عن أمله في أن يتفق الليبيون على مسار سياسي، ويقومون بتشكيل حكومة وحدة وطنية، من أجل تطبيق خريطة طريق تعمل على تحقيق ذلك المسار.
وفي هذه الأثناء، بدأ رئيس النيجر، مامادو ايسوفو، أمس، زيارة للجزائر تستمر ثلاثة أيام وتتمحور خصوصاً حول أزمتي ليبيا ومالي، وهما دولتان مجاورتان للنيجر والجزائر.
وأوضح بيان للرئاسة الجزائرية أن الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة من الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة: «تندرج في سياق الوضع السائد في المنطقة وتعتبر فرصة سانحة لتبادل وجهات النظر حول المسائل الأمنية ومكافحة الإرهاب».
وأضاف أن «الأمر يتعلق أيضاً بتعزيز التشاور السياسي بين البلدين حول المسائل الثنائية»، مشيراً إلى أن «المشاكل المرتبطة بالأزمة الليبية كانت لها انعكاسات سلبية على المنطقة».
إلى ذلك، أعلن تنظيم «أنصار الشريعة» في ليبيا، السبت رسمياً في بيان، مقتل زعيم التنظيم محمد الزهاوي المكنى بـ«أبي مصعب»، من دون تحديد تاريخ مقتله. وأوضح التنظيم، في بيان بثّه ليل السبت على حساب على صلة به على موقع «تويتر»، إننا «ننعي أمير أنصار الشريعة الشيخ محمد الزهاوي».
وأضاف في البيان وكلمة صوتية للمسؤول العام الجديد للتنظيم ويدعى أبو خالد المدني: «إننا اليوم نودّع أسداً من أسود الإسلام وقائداً مغواراً شجاعاً محنكاً أقلق الكفار والمرتدين بكلماته وأرعبهم في ميادين الجهاد وساحات الوغى بصولاته وجولاته الصارم المسلول على أعداء الدين القائد المجاهد العابد الزاهد (أبا مصعب) محمد الزهاوي».
وأضاف البيان أن الزهاوي «ودّع الدنيا مجاهداً مرابطاً ثم شهيداً لم يكلّ أو يملّ وعواصف المحن تبتليه وهموم الدين تعتريه، مضى وقد قدم بالبرهان القاطع أن الكلمات النيّرات التي كان يبعثها لأمته حول وجوب الجهاد من أجل تحكيم الشريعة ونبذ المناهج العلمانية والديمقراطية».
وأكدت مواقع إسلامية ومسؤول في الجيش الليبي، في وقت سابق السبت، مقتل الزهاوي خلال المعارك التي خاضتها الجماعات الإسلامية ضد الجيش في مدينة بنغازي شرق ليبيا، وذلك بعد تكتم عن إصابته استمر ثلاثة أشهر.
ونعت كتيبتا «راف الله السحاتي» و«شهداء 17 فبراير الإسلاميّتان، عبر حسابهما الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك، مقتل الزهاوي بعد تكتم عن الخبر لأكثر من ثلاثة أشهر، معلنة أنه «قتل في معارك بنينا قرب مطار مدينة بنغازي جنوب شرق المدينة»، التي انتهت بتقدم الجيش منتصف شهر تشرين الأول الماضي.
وقال مصدر في مجلس شورى ثوار بنغازي إن «الزهاوي قتل في معارك بنينا في 11 تشرين الأول ودفن في مدينة سرت (500 كلم غرب بنغازي)، بعدما باءت محاولة إنقاذه بالفشل نتيجة تعرّضه لإصابة مباشرة في الصدر ولكونه يعاني مرض السكري».
ولم تتسنّ معرفة ما إذا كان الزهاوي قد قُتل منذ ذلك الحين أو توفي في الآونة الأخيرة متاثراً بجروحه في تركيا، حيث يعالج هناك كما تفيد إحدى الروايات.
وقال مسؤول في الجيش إن «أحد القادة في أنصار الشريعة وقع في الأسر لدى الجيش خلال المعارك الأخيرة وأكد هذه الرواية»، وهي مقتل الزهاوي في معارك بنينا في تشرين الأول الماضي.
(الأخبار، أ ف ب)