على الرغم من تراكم خسائر شركة «يونيسراميك» في السنوات الأربع الأخيرة، بلغت في منتصف السنة الماضية 10.18 ملايين دولار، إلا أن أسهمها المدرجة في بورصة بيروت التي لم تعد خاضعة لهامش محدد للتداول كباقي الأسهم، شهدت عملية تداول واحدة، كبيرة نسبياً، على سهم «يونيسراميك» في آخر يوم تداول في السنة الماضية. وهذه العملية هي الأولى منذ فترة طويلة، وكان مفاجئاً القيام به، إذ بلغ حجم الأسهم المتداولة ضمن عملية واحدة أنجزت خارج الردهة، 234 ألف سهم بقيمة 11 سنتاً للسهم الواحد، ما أدى إلى تراجع سعر السهم من 45 سنتاً بنسبة 75.56 في المئة. ويعدّ حجم هذه العملية صغيراً لأن الأسهم المتداولة تمثّل 5 في المئة من مجمل أسهم الشركة البالغة 4.7 ملايين سهم، لكنها عملية مفاجئة وغير واضحة المعالم تأتي على أثر إغلاق الشركة مصنعها الأساسي في لبنان وصرف موظفيها وعمّالها كافة.وكانت الشركة تبحث عن مستثمر يضخ مبلغ 5 ملايين دولار عبر قرض أو بيع جزء من الأسهم، بهدف استمرار الإنتاج من لبنان وعدم إقفال المصنع، ولكنّها لم تجده. وقد تراجعت مبيعات المصنع من بلاط السيراميك 50 في المئة في الأشهر التسة الأولى من 2008 إلى 4.9 ملايين دولار، مقابل 9.8 ملايين في الفترة نفسها من عام 2007.
والمصنع يخسر يومياً 15 ألف دولار، فيما تراجعت قيمة أصول الشركة في نهاية حزيران الماضي إلى 37.4 مليون دولار، مقارنة بـ 40.8 مليوناً في نهاية حزيران 2007، إذ تلقى صدمات عدّة أبرزها السماح باستيراد بلاط السيراميك المصري بأسعار أقل بكثير من كلفة إنتاج هذا البلاط محليّاً، أي أن الأسعار أقلّ بكثير مما كانت «يونيسراميك» تبيع، ما رتّب عليها منافسة غير متكافئة، كذلك فإن ارتفاع أسعار الطاقة في عامي 2007 و2008، أدى إلى زيادة خسائر المصنع لأن إنتاج «السيراميك» يحتاج إلى «الطاقة المكثفة».
(الأخبار)