عادت مؤسسة كهرباء لبنان إلى موضة إصدار البيان اليومي الذي توضح فيه معدّلات توزيع التيار الكهربائي بين المناطق المختلفة، هذا البيان «المشؤوم» لا يفعل شيئاً سوى «حرقصة» بقية اللبنانيين المقيمين خارج بيروت الإدارية، فهو يوضح لهم كل يوم أنهم أبناء الجارية، وبالتالي فإن منزلتهم لا تسمح لهم بالاستفادة من التغذية الكهربائية إلا بمعدّل يراوح بين 12 ساعة و16 ساعة يومياً، فيما منزلة أبناء الست في بيروت يحظون بمعدّلات تغذية تراوح ما بين 21 ساعة و24 ساعة.طبعاً لا علاقة للمؤسسة بهذا التمييز، ولا دخل لوزارة الطاقة بهذا التصنيف اللاأخلاقي، بل إن الأمانة تقتضي أن يُسجل للوزارة والمؤسسة أنهما سعيا، مع تسلّم الوزير الان طابوريان مهمّاته الوزارية، إلى إزالة هذا التمييز عبر توزيع الطاقة الكهربائية المتاحة بالتساوي بين الجميع، أي بمعدّل 19 ساعة يومياً في جميع المناطق، إلا أن مجلس الوزراء رفض ذلك رفضاً قاطعاً، واتهم البعض الوزير طابوريان بأنه يريد أن يعاقب بيروت سياسياً، ولذلك قرر مجلس الوزراء أن يدافع عن امتياز بيروت عبر معاقبة المناطق الأخرى.
وعلى الرغم من ذلك، هناك، ممن أصر على امتياز بيروت، يصرّ أيضاً على المغالاة في الحديث عن سرقة الكهرباء وخسائر المؤسسة ومبالغ الدعم التي توفّرها الخزينة العامّة، متجاهلاً أن حصة بيروت من الدعم الكهربائي تساوي الآن 3 أضعاف حصة أي منطقة أخرى، علماً أن مستوى المداخيل في بيروت أعلى من أي منطقة في لبنان.
(الأخبار)