هدأ صوت المدفع وبدأت الاتصالات على أكثر من صعيد لترميم آثار العدوان، وتهيئة الأجواء السياسية بما يلائم المرحلة المقبلة، وسط رفض مصر للقوّة الدوليّة
القدس المحتلة، القاهرة ــ الأخبار
استبق رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، اللواء عمر سليمان، أمس، لقاءه مع عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية، باجتماع مع رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، الجنرال عاموس جلعاد، للبحث في كيفية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.
ونقلت إذاعة إسرائيل عن مصادر مصرية قولها إن جلعاد بحث مع المسؤولين المصريين سبل وقف تهريب الأسلحة عبر محور فيلادلفي (صلاح الدين) الحدودي، في ظل رفض مصر لوجود مراقبين دوليين.
وفي السياق، نقلت «هآرتس» عن مصدر سياسي مصري رفيع المستوى قوله إن «مصر فشلت في المحاولات السابقة لمنع التهريب في معبر رفح، ولذلك اتخذت الآن قراراً استراتيجياً بلعب دور أكثر فعالية في الجهود التي تتضمن أمن الحدود». وقال إن «لمصر مصلحة في ضبط الحدود»، معتبراً «الأنفاق سلاحاً ذا حدين، الأول موجّه باتجاه إسرائيل، والثاني موجّه باتجاه مصر».
ونقلت «هآرتس» عن المسؤول المصري قوله إن «مصر ليست السلطة الفلسطينية.. نحن لا نستطيع أن نكون متعاونين.. نستطيع أن نكون منسّقين، وبدل مطالبة مصر عليكم أن تتحدثوا مع مصر أولاً».
وأشارت صحيفة «هآرتس» إلى أنه من غير المستبعد أن تكون محادثات سليمان وجلعاد شملت قضية الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط ومسألة المعابر الحدودية بين إسرائيل وقطاع غزة، إضافة إلى معبر رفح.
وكان مقرراً أن تبدأ الفصائل الفلسطينية، وفي مقدمتها حركة «حماس»، بالتوافد على العاصمة المصرية اعتباراً من مساء أمس لخوض سلسلة من المحادثات تتعلق بكيفية تنفيذ المبادرة المصرية واتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار وتشغيل المعابر والتهدئة.
ونقلت تقارير غربية عن دبلوماسي فرنسي قوله إن الاتحاد الأوروبي أعرب عن «استعداده» لنشر مراقبين على حدود غزة إذا وافقت الأطراف على ذلك، وأشار إلى إمكان مشاركة دول مثل البرازيل وتركيا في بعثة المراقبين هذه.
ونوه الدبلوماسي بأن باريس وبرلين أبدتا استعداداً لإرسال بواخر حربية من أجل مراقبة شواطئ غزة، وربما من خلال استخدام بواخر القوات الدولية في لبنان (اليونيفيل) بهدف منع وصول السلاح إلى القطاع.
في هذا الإطار، التقى وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتّيني في منتجع شرم الشيخ، الرئيس المصري حسني مبارك ووزير خارجيته أحمد أبو الغيط، قبل أن ينتقل للاجتماع مع رئيس الاستخبارات اليوم في القاهرة.
وقال أبو الغيط إن بلاده لن تسمح للقوة الدولية بأن تقوم بعمليات في مياهنا الإقليمية من أجل منع تهريب الأسلحة إلى غزة.
في هذه الأثناء، بدت ملامح مبادرة إيطالية تعتمد الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، في مقابل اتخاذ إسرائيل خطوات مرنة ذات صلة مثل فتح المعابر وإطلاق سراح عشرات من الأسرى الفلسطينيين في سجونها، بعدما التقى فراتّيني والدة شاليط أول من أمس في تل أبيب.
وكشف المسؤول الإيطالي النقاب عن أن «القاهرة تنوي عقد مؤتمر دولي لأجل إعادة إعمار قطاع غزّة بمشاركة إيطاليا»، موضحاً أنه «لن يكون مجرد لقاء للدول المانحة بل مؤتمر سياسي يشمل مصر التي أخذت على عاتقها مسؤولية تنظيم واحتضان اللقاء، الذي سيمتد إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمنظمات الدولية ذات العلاقة».
إلى ذلك، رأى عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، محمد دحلان، أن الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة لم تنته، بل توقفت مؤقتاً، مشيراً إلى أنها أسوأ من حرب 1948 التي أدت إلى قيام دولة إسرائيل وتهجير الفلسطينيين عن أرضهم.
وأوضح دحلان، لبرنامج «صباح الخير يا مصر»، أن هناك «لغة غير موحدة لحماس داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها». وعن دور إيران، قال إن «إيران ترتّب أوراقاً للمساومة مع الإدارة الأميركية الجديدة لكي تثبت نفوذها في المنطقة»، مشيراً أن «إيران تسعى لمقاسمة إسرائيل نفوذها بالدعم الأميركي».