Strong>ليفني تهدّد باستهداف الأنفاق... وجلعاد يبحث مكافحة التهريبيواجه قطاع غزة اليوم حراكاً سياسياً قوياً، تمثّل أولاً بزيارة المفاوض الإسرائيلي، عاموس جلعاد، إلى القاهرة، لبحث تثبيت وقف إطلاق النار، يتبعها سعي مصر إلى تحقيق مصالحة فلسطينية، فيما يبدو أن إسرائيل تسعى إلى تليين شروطها لإطلاق سراح الجندي الأسير، جلعاد شاليط

غزة، القاهرة ــ الأخبار
أنهى رئيس الطاقم السياسي والأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، زيارته إلى القاهرة التي استمرت خمس ساعات، التقى خلالها رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، عمر سليمان. اجتماع تزامن مع إعلان مسؤول مصري رفيع المستوى إرجاء زيارة الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة، التي كانت مقررة أمس، «بهدف إعطاء الفرصة لمزيد من المشاورات».
وأجرى جلعاد محادثات مغلقة مع سليمان وكبار مساعديه، لبحث كيفية تثبيت وقف إطلاق النار في القطاع، إذ تسعى القاهرة إلى «إنجاز فترة تهدئة واضحة المعالم لا يمكن الالتفاف حولها»، يتبعها جهد مصري لجمع كل الفصائل الفلسطينية للاتفاق على برنامج سياسي موحد، وتأليف حكومة يلتفّ حولها الشعب الفلسطيني، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في كانون الثاني عام 2010.
وفي السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن لجنة مشتركة بين إسرائيل ومصر وجهات أميركية وأوروبية ستُعقد قريباً للبحث في معالجة موضوع التهريب. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن الأمر يتعلق بأحد التفاهمات الصامتة التي وُلدت من رحم عملية «الرصاص المصهور». وأشارت إلى أن اللجنة ستتألف عن الجانب الإسرائيلي من ممثلين عن المؤسسة الأمنية وستكون مهمتها تنسيق التعاون في مكافحة التهريب عبر تبادل المعلومات الاستخبارية، إضافةً إلى بلورة «خطة عمل» مشترك بين الأطراف ذات الصلة.
بدورها، نقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إن آلية مكافحة التهريب التي بحثها جلعاد مع وزير الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، تتضمن ثلاثة مستويات، موضحاً أن الأولى تتمحور حول تركيز الجهد داخل رفح المصرية لأجل منع القوافل والبضائع والأسلحة المهربة من الوصول من سيناء إلى المنطقة، كما سيبحث إمكان تشغيل وسائل تقنية على امتداد محور فيلادلفي بدعم أوروبي وأميركي.
وفي دمشق، طالبت ثمانية فصائل فلسطينية، بينها حركتا «حماس» والجهاد الإسلامي، «بانسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة»، رافضةً أي «صفقات سياسية تستهدف المقاومة ودورها».
في هذا الوقت، وبُعيد تهديد وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، بأن «إسرائيل تحتفظ لنفسها بحق مهاجمة أنفاق جديدة تصل قطاع غزة بمصر، وتستخدم لتهريب الأسلحة»، رافضةً وضع مصير إسرائيل بأيدي المصريين والأوروبيين، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية تركز جهودها على إنهاء ملف شاليط. إذ أعلن رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، أنه «يبذل جهوداً جبارة لإطلاق سراحه»، وسط تصريحات ومواقف إسرائيلية مختلفة، خفّفت من الشروط الموضوعة لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين كانت الحركة الإسلامية قد حددت أسماءهم، تمهيداً لصفقة تبادل محتملة.
وقال أولمرت، لصحيفة «معاريف» أمس، إن «الحرب خلقت روافع ستتيح إمكان استكمال إعادة شاليط إلى الديار بسرعة أكبر مما كان عليه الأمر سابقاً، وأنا أبذل جهوداً جبارة كي يحصل ذلك قريباً»، مضيفاً «آمل أن تتم المسألة لكن لا يمكنني أن أعد».
وفي السياق، أشارت مصادر مقربة من أولمرت، لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، إلى أن «رئيس الوزراء يضع على رأس سلم أولوياته، إنهاء ملف الأسير الإسرائيلي». وقدرت أن «الحركة قد تليّن مواقفها بعد الضربة التي تلقتها في الحرب الأخيرة، كي تظهر بصورة من حقق إنجازاً».
من جهته، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، ايهود باراك، أن «التزاماتنا بإعادة شاليط إلى بيته لم تتوقف، ولن تتوقف للحظة. العملية في غزة دفعت إمكان العمل على إطلاق سراحه قدماً، بل إن الظروف التي نتجت في أعقاب العملية، من شأنها أن تساعد على تعجيل التوصل إلى قرار».
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن أولمرت وليفني، إضافةً إلى وزراء آخرين، أبدوا استعدادهم للموافقة على قائمة «حماس». كما أن رئيس جهاز الشاباك، يوفال ديسكين، انضم إلى باقي الوزراء، لكنه فضّل أن يجري إبعاد أسرى الضفة الغربية عن قطاع غزة. وأشار إلى أن «الحرب أضعفت حماس، والإفراج عن أسرى كما تريد لن يزيدها قوة في هذه الفترة، لكن تجارب الماضي علّمتنا أن معظم الأسرى يعودون إلى نشاطات المقاومة».
كما أكدت ليفني لإذاعة الجيش الإسرائيلي، «إننا مسؤولون جميعاً عن عودته (شاليط)»، مؤكدة أن «إسرائيل لن تعيد فتح المعابر ما دامت قضية جلعاد معلّقة».
ونقلت صحيفة «معاريف» عن «وزير رفيع المستوى» قوله إن «نافذة الفرص التي فتحت بعد العملية العسكرية حيال غزة، صغيرة، ويجب العمل سريعاً من أجل إتمام الصفقة مع حماس».
ميدانياً، استشهد تامر عمر اللوح (22 عاماً)، وعزام معوض الشافعي (24 عاما)، متأثرين بجروحهما، لترتفع حصيلة شهداء الحرب الإسرائيلية على غزة إلى 1330.
وأصيب الطفل محمود حسنين بجروح خطيرة في الرأس جراء عيار ناري أطلقه عليه جنود الاحتلال شرق حي الشجاعية القريب من الشريط الحدودي شرق مدينة غزة، فيما جرح سبعة فلسطينيين، بينهم خمسة صيادين، جراء قذائف أطلقتها الزوارق الحربية الإسرائيلية المنتشرة في عرض البحر باتجاه المواطنيين والصيادين في منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة.
من جهته، قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن «الأطفال والنساء مثّلوا نسبة 43 في المئة من ضحايا الحرب ضد غزة»، مطالباً «بتأليف لجنة تحقيق دولية».
إلى ذلك، وتعبيراً عن عدم اكتراثهم لتهديدات ليفني، تدفق مئات الفلسطينيين على الحدود بين غزة ومصر، في محاولة لإصلاح أنفاق التهريب التي قصفتها إسرائيل خلال حملتها العسكرية. وقالت مصادر أمنية مصرية إن «الشرطة عثرت على ثلاثة أنفاق تحت خط الحدود مع القطاع، وألقت القبض على فلسطيني في أحدها». وأصيب أربعة فلسطينيين إثر انهيار جزئي لنفقين.