علي حيدرذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، أمس، أن خبراء في إسرائيل والولايات المتحدة يقدرون بأن دخول باراك أوباما إلى البيت الأبيض أدى إلى تراجع كبير في إمكان إقدام إسرائيل على استخدام القوة العسكرية لإحباط المشروع النووي الإيراني، وزاد من فرص امتلاك النظام الإيراني سلاحاً نووياً.
وأوضحت الصحيفة أن السياسة التي يبلورها أوباما تجاه إيران هي سياسة المفاوضات، على أمل أن يغري ذلك الإيرانيين بتلبية الاقتراح السخي الذي ينوي اقتراحه عليهم، والمتعلق بالعلاقات الدبلوماسية، أو إلغاء العقوبات، أو تحسين العلاقات التجارية، في مقابل إيقاف تخصيب اليورانيوم أو تعليقه.
وبحسب الصحيفة نفسها، يقدّر الخبراء أن إيران ستنظر إلى التراجع الأميركي بإيجابية، وسترد ببادرة حسن نية مماثلة، لكنها في الواقع ستُسرِّع من برنامجها النووي. وتضيف «هآرتس» إنه حتى قادة أجهزة الاستخبارات الأميركية يقرون بأن إيران يمكن أن تنتج بعد سنة قنبلتها النووية الأولى، بعدما كانوا قد أكدوا في تقدير الاستخبارات الوطنية قبل سنة أن إيران تخلّت عن برنامجها النووي العسكري عام 2003.
وذكرت «هآرتس» أن تقدير «الموساد» والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بأن إيران يمكن أن تنتج قنبلتها النووية الأولى خلال عام 2009 أو بداية 2010 يتحقق الآن. وتابعت أن هناك مؤشرات واضحة إلى أن إيران تسرّع برنامجها النووي، ومنها ما نشر في الأسابيع الأخيرة من معلومات عن شبكات سرية تتبع للجمهورية الإسلامية تحاول الحصول على موادّ وتجهيزات وتكنولوجيا لبرنامجها النووي وبرنامجها الصاروخي.
وأرجعت الصحيفة ذلك إلى قرار مجلس الأمن فرض عقوبات على الشركات الإيرانية المرتبطة بهذين البرنامجين، الأمر الذي أدى إلى وضع عراقيل أمامها للعمل علناً ودفعها إلى إنشاء شركات وهمية والاستعانة بوسطاء.
ورأت «هآرتس» أن الكشف عن المحاولات الإيرانية يدل على مسارين يتحركان بطريقة متوازية، الأول يتعلق بالتعاون الدولي بين أجهزة الاستخبارات الغربية، التي من ضمنها يؤدي «الموساد» دوراً هاماً في محاولات تحديد الشركات الإيرانية وكشفها وإحباط جهودها للحصول على تجهيزات حيوية لبرنامجها النووي والصاروخي. والثاني يتعلق بالجهود الحثيثة التي يقوم بها الإيرانيون للحصول على المواد المطلوبة لهم من أجل إنتاج القنبلة النووية خلال وقت قصير.
وحذّرت الصحيفة من أن المسألة تتعلق بسباق على الزمن، وأنه حتى لو كانت نيّات أوباما طيبة، إلا أن إدارة المفاوضات مع إيران يمكن أن تؤدي إلى تضييع جهود مخططات إحباط حصولها على سلاح نووي. ولفتت إلى أنه من الواضح لكل الخبراء بأن إسرائيل لن تستطيع مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية من دون التنسيق مع الإدارة الأميركية، وخصوصاً أن أمراً كهذا، فضلاً عن الإقدام على الخيار العسكري، سيكون من الصعب جداً حصوله ما دامت المفاوضات قائمة بين واشنطن وطهران. والخشية في إسرائيل أنه حتى لو توصلت إدارة أوباما في النهاية إلى استنتاج بأن طهران تتلاعب به، سيكون ذلك متأخراً، وأنه في اللحظة التي تمتلك فيها إيران سلاحاً نووياً سيكون من الخطر جداً مهاجمتها.