Strong>نتنياهو ينوي تأليف حكومة وحدة تستثني «كديما» لـ«القضاء عليه»يتسابق حكّام تلّ أبيب للقاء المبعوث الأميركي إلى المنطقة، جورج ميتشل، اليوم، بينما لا يزال حزب المعارضة «الليكود»، يملك أكبر الحظوظ لتأليف حكومة بعد العاشر من شباط المقبل، وسط معادلة واضحة يبلورها رئيسه بنيامين نتنياهو: عدم إدخال «كديما» إلى الحكومة سيقضي عليه

علي حيدر
تمهيداً لوصول المبعوث الأميركي، جورج ميتشل، إلى المنطقة اليوم، التقت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أمس، السفير الأميركي لدى الدولة العبرية، جيمس كانينغهام. اجتماع انتهى بالتشديد على ضرورة استغلال الظروف الحالية التي نشأت بعد العدوان على قطاع غزة «لتعزيز القوى المعتدلة» في السلطة الفلسطينية، بعدما اعتبرت ليفني أن الحرب «أضعَفت حركة حماس، وغيَّرت تغييراً استراتيجيّاً مكانتها هي والقوى المتطرفة».
ورأت ليفني أن من الممكن أن تستفيد إدارة الرئيس باراك أوباما من هذا «الواقع»، كاشفةً عن أنها ستناقش مع ضيفها الأميركي «خريطة التهديدات في المنطقة والسبل المشتركة لمواجهتها في وضع ما بعد عملية الجيش في قطاع غزة»، من منطلق الاستفادة من «هزيمة حماس والقوى المتطرفة» في «المسارات الإقليمية التي تطالب إسرائيل والولايات المتحدة بدفعها».
وعن هذه النقطة، أوضحت ليفني أنّ تل أبيب «لن تعود إلى الوضع الذي كان سائداً قبل العملية، لذلك ينبغي استغلال ضعف حماس وتشابك الأيدي لإنتاج الفرصة التي تعزز القوى المعتدلة في المنطقة».
ودفعت زيارة الموفد الأميركي إلى المنطقة، بوزير الدفاع إيهود باراك، إلى إرجاء زيارته إلى الولايات المتحدة، يوماً واحداً، ليتسنّى له لقاء ميتشل، بعدما كان مقرراً أن يتوجه إلى واشنطن، مساء اليومفي هذا الوقت، لم يخفت الحراك الانتخابي في إسرائيل. وظلّ زعيم «الليكود»، بنيامين نتنياهو، يتصدّر المشهد، وخصوصاً في مواقفه إزاء هوية الائتلاف الحكومي الذي يرغب في تشكيله، وموقفه من بناء المستوطنات. كل ذلك في ضوء استمرار تبوّء «الليكود» المكانة الأولى في بورصة استطلاعلات الرأي لانتخابات العاشر من شباط المقبل.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن نتنياهو يواصل نقل رسائل تهدئة سياسية إلى الأسرة الدولية، بحيث شدّد، قبل ثلاثة أيام من وصول ميتشل، على أن حكومة مقبلة قد تكون برئاسته «لن تبني مستوطنات جديدة في الضفة الغربية».
وبحسب الصحيفة نفسها، فقد التقى زعيم المعارضة في الدولة العبرية، مع مبعوث «اللجنة الرباعية» إلى الشرق الأوسط، طوني بلير، وأكّد له أنه «لن يغير سياسة الحكومة الحالية حيال المستوطنات»، على قاعدة «ليس في نيتي بناء مستوطنات جديدة في الضفة».
ونقلت «هآرتس» عن نتنياهو قوله «مثل كل الحكومات التي كانت حتى اليوم، سأكون ملزماً بإعطاء إجابة عن النمو الطبيعي للسكان، ولا يمكنني أن أخنق المستوطنات». وبشأن موقفه من المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، قال زعيم «الليكود» لبلير إن في نيته العمل على حث المسيرة السياسية مع الفلسطينيين «بسرعة كبيرة»، والتركيز على جانب التنمية الاقتصادية، وإيلاء الاهتمام لمسألة «توسيع التعاون الأمني مع السلطة الفلسطينية والدفع بخطط تدريب قوات أمن السلطة». استراتيجية مستقبلية اختصرها نتنياهو بعبارة واحدة: «أعتزم الانشغال في الموضوع الفلسطيني بطريقة مكثّفة جداً».
وتولّت صحيفة «معاريف» مهمة الإشارة إلى أن نتنياهو تعهّد بالعمل على تأليف حكومة وحدة وطنية موسّعة، «تستثني حزب كديما بهدف الإسراع في حله أو إحداث انشقاقات في صفوفه». ونقلت الصحيفة عن سياسيين شاركوا في اجتماعات مغلقة ترأسها نتنياهو، قولهم إنّ الأخير يتوقّع أنّ وجود «كديما» لفترة أسبوعين ونصف في المعارضة، «سيؤدي به إلى التفكك، وعندها سيفهم الناس أن هذا حزب ليس له حق بالوجود لأنّ الحكم وحده هو الذي يوحّده».
ولا تزال بورصة استطلاعات الرأي تفيد بتفوّق حزب نتنياهو. وأعطى آخر استطلاع نشرت نتائجه أمس، «الليكود» فرصة نيل 30 مقعداً نيابياً في الانتخابات المقبلة، بينما لن ينال «كديما» أكثر من 22 مقعداً. وبحسب الاستطلاع الذي نشرت «هآرتس» نتائجه، فإنّ «العمل» سيحصد 17 مقعداً فيما لو أجريت الانتخابات اليوم، و«إسرائيل بيتنا» سيحصل على 16 مقعداً. وبفضل دعم الأحزاب الدينية، وتزايد شعبية «إسرائيل بيتنا»، سيحظى التكتل اليميني بغالبية نحو 65 نائباً من أصل 120 يشكلون مجموع أعضاء الكنيست.
ومن ضمن جهود استهداف «كديما» ورئيسته ليفني سياسياً، لا يزال مسؤولو حزب «العمل» يروّجون لـ«فشل ليفني» سياسياً خلال العدوان على غزة. ونقلت «هآرتس» عن عضو الكنيست «العمالية»، شيلي يحيموفتش، تعليقها الذي يفيد بأنّ «محاولة ليفني عرض نفسها كسياسية يمكنها أن تقيم اتصالاً مع (الرئيس باراك) أوباما، هي محاولة سخيفة، ولا سيما في ضوء أدائها الضعيف كوزيرة خارجية في أثناء المعركة في الجنوب».