القاهرة ــ الأخباردخل ابن الرئيس المصري حسني مبارك، أمين السياسات في الحزب الحاكم، جمال، على خط محاولة الدفاع عن موقف نظام أبيه خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، معتبراً أن موقف مبارك الأب وحكومة مصر أثبتا «أننا على الطريق الصحيح، وأن قوة العالم العربي من قوة مصر، وأن مصر يتم السعي إليها ولا تسعى هي إلى أحد».
ولفت جمال إلى أن مصر أطلقت عقب بدء العدوان الإسرائيلي مبادرتها، «التي أدت إلى وقف العدوان، ثم الانسحاب فالحوار حول إعادة الإعمار»، مشيراً إلى أنه «ما كان للحرب أن تستمر ثلاثة أسابيع، لو أن العرب اتّحدوا حول المبادرة المصرية. لكن للأسف انشقّ العالم العربي، وظهر فريق تدعمه قوى خارجية سعى لاتخاذ المواقف بغضّ النظر عن الضحايا، والهجوم على مصر ومحاولة النيل من دورها».
وأشار جمال إلى «أن أولوية مصر منذ اليوم الأول للحرب على غزة، تمثلت في وقف إطلاق النار، والعمل على وقف نزف الدم، وفتح ممر آمن لمد يد العون للفلسطينيين. أما اليوم فتعمل على استمرار المساعدات بكلّ أشكالها الطبية والإنسانية لأهالي غزة، والعمل على دعم المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس مبارك لإعادة الإعمار في غزة، وعلى ضرورة تحمّل إسرائيل لمسؤوليتها».
وطرح أمين السياسات سؤالاً على من هاجموا مصر وشكّكوا فيها، قائلاً: «لماذا لم يساندوا المبادرة المصرية منذ اليوم الأول؟». وتساءل عن «سبب المماطلة والممانعة في الوصول إلى التهدئة، في الوقت الذي كان فيه الشهداء يتساقطون كل يوم». ورأى أن «هذه الأزمة أوضحت أن هناك معسكرين في العالم العربي، أحدهما معسكر مصر والسعودية الذي يؤيد المبادرة العربية، والآخر يشمل دولاً أخرى تحاول أن تظهر بمظهر المدافع عن المقاومة الفلسطينية، غير أنها مع الاستسلام».
وبالنسبة إلى العلاقة مع سوريا، قال جمال إنها «تاريخية ممتدة، شابتها مشكلات في بعض الأوقات، لكن مصر ستستمر دائماً سنداً لها في محاولتها لاستعادة أراضيها المحتلة». وأكد أن مصر مع مقاومة الاحتلال، «ولكن إذا لم يتّحد الفلسطينيون، فسوف تضيع القضية. وستكون هناك ضوابط صارمة في موضوع إعادة إعمار غزة ولن توزع الأموال على الفصائل، ولكننا نعمل على إيجاد سلطة واحدة يمكن للعالم أن يتحاور معها».
وبشأن موقف إيران من الأزمة، ذكر جمال مبارك أن مصر «لديها خلافات جذرية معها في رؤيتها للمنطقة، وحل الخلافات العربية». أما عن الإدارة الأميركية الجديدة للشرق الأوسط، فقال: «إن المؤشرات الأولية تؤكد أنها جادة بتعاملها مع القضية الفلسطينية وأنه لا بد من استغلال ذلك».
ونفى جمال مبارك وجود أي خلافات مع تركيا، مؤكداً عدم وجود أي منافسة على دور إقليمي، ومشدداً على أن «مصر تسعى لها الأدوار بموقعها وصدقيّتها».