غزة ــ قيس صفدياستهدفت المقاومة الفلسطينية، أمس، آلية عسكرية إسرائيلية قرب معبر كيسوفيم، شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي، فيما قصفت قوات الاحتلال مناطق في القطاع وتوغّلت في جنوبه، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني.
واستشهد المزارع أنور البريم (27 عاماً)، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الفراحين، شرق مدينة خان يونس، جنوب القطاع، بعد وقت قصير من تعرض آلية عسكرية إسرائيلية لهجوم فلسطيني، فيما أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد جريح فلسطيني في أحد المستشفيات المصرية، متأثراً بجروحه الخطيرة التي أصيب بها خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
وخلافاً للمعتاد، أقرّت مصادر إسرائيلية بمقتل جنديّ وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة، أحدهم في حال الخطر. وقال سكان في محيط منطقة الهجوم إن انفجاراً ضخماً وقع في المنطقة، أعقبه تبادل عنيف لإطلاق النار بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال التي توغّلت لمسافة محدودة. وأضاف شهود في المنطقة أن مروحية عسكرية إسرائيلية حطّت في المنطقة ونقلت طاقم الآلية التي تعرضت للهجوم والتدمير.
ولم يعلن أي فصيل فلسطيني مسؤوليته عن الهجوم، حتى إن المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، رفض التعليق على الجهة المحتمل أن تكون قد هاجمت قوات الاحتلال.
من جهته، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بالرد على الهجوم الذي وصفه بأنه «حادث قاسٍ لا يمكن التسليم به والمرور عليه مرور الكرام». ولم يطل تهديد باراك، حتى شنت طائرة حربية إسرائيلية غارة استهدفت مواطناً يقود دراجة نارية في مدينة خان يونس، فأصيب بجروح خطيرة، كذلك أصيب طفل من المارة بجروح متوسطة. وجرح طفلان آخران بقذيفة دبابة إسرائيلية استهدفت منازل سكنية في منطقة أبو حمام القريبة من معبر كوسوفيم.
وتوغلت قوات الاحتلال في منطقة وادي السلقا. وأعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق كل المعابر مع القطاع، ومنع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
وتابع باراك تهديداته، مذكّراً بـ«إنجازات» حملة «الرصاص المصهور»، فقال إن الحملة كانت «ضربة قاسية جداً لحماس»، مضيفاً «هذا لا يعني أنه لن تكون هناك محاولات لتنفيذ عمليات على طول الحدود وداخلها، نضطرّ للرّد عليها. بحسب تقديري، نحن في طريقنا إلى فترة سيتذكّرونها جيداً، مثلما يتذكر حزب الله جيداً الضربة التي تلقّاها في لبنان قبل عامين ونصف».
وفي السياق، دعت وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، إلى عدم إبداء «ضبط النفس والرد بقوة على العملية»، مضيفة «يجب أن ترد إسرائيل فوراً على كل حادثة، سواء كانت عملية حدودية، أو عبوة ناسفة أو تهريب سلاح». وأضافت: إن «حماس هي العنوان لكل حادث يحصل في قطاع غزة».
بدوره، هدد رئيس الطاقم السياسي والأمني في وزارة الدفاع، عاموس جلعاد، بأن «قواعد اللعبة تغيرت، وحماس تعرف ذلك. إن عملية كالتي حصلت اليوم، أو التي قد تحصل في المستقبل، لن تنتهي بإغلاق المعابر فقط».
وبموازاة ردود أفعال القادة السياسيين الإسرائيليين، برزت تصريحات لمحافل عسكرية رفيعة المستوى، دعت إلى «ضرورة الرد على العملية بقسوة وبصورة غير متناسبة، بغية ردع حماس عن شن المزيد من العمليات».
وكان الجيش الإسرائيلي قد باشر تحقيقاته حول العملية لمعرفة ملابساتها. ويسود تقدير في أوساط فرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي، مفاده أن «شبكة من العبوات الناسفة زُرعت في المنطقة بهدف إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بين الجنود الإسرائيليين»، وفق ما ذكره موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني.