بغداد ــ الأخبارويقول نائب الأمين العام لحزب «الفضيلة الإسلامي» في النجف، نعمان شريف، إن الحزب قد قدم عدداً من المرشحين المستقلين ضمن قائمته «لأننا نتوقع أن يكون الإقبال على المنتمين إلى الأحزاب الدينية ضعيفاً، ولأن حديث الشارع يفيد بأن هذه الأحزاب قد فشلت في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين».
وبحسب وكالة «نينا» للأنباء، فإن الاسم الذي اختاره «المجلس الأعلى» لقائمته الانتخابية، أي «قائمة شهيد المحراب والقوى المستقلة»، يظهر أن المجلس قرّر الاعتماد فعلياً على «القوى المستقلّة» لفوزه.
ويتضمن «ائتلاف دولة القانون»، الذي شكله حزب «الدعوة الإسلامية» بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي في النجف، تشكيلاً مستقلاً هو الآخر اسمه «تجمع مستقلون»، يقوده وزير النفط الحالي حسين الشهرستاني.
ولم تقتصر الأحزاب الدينية في النجف على ضم مرشحين مستقلين إلى قوائمها، بل سمح بعضها لمرشحيها بأن يقدموا أنفسهم إلى الجمهور بوصفهم «مستقلين» أيضاً، مع تعليمات تفيد بألا تتضمن حملاتهم الانتخابية إشارات إلى الجهة الحقيقية (الدينية) التي يمثلونها.
ويرى نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في النجف، حمودي السلامي، أن هذا «التكتيك الانتخابي» يهدف إلى «كسب أصوات خسرتها الأحزاب الدينية في زحام التنافس الحزبي».
بدوره، يشير مسؤول «تيار الشهيد الأول» في النجف، عماد الغزالي، إلى أن ظاهرة المستقلين في قوائم الأحزاب الدينية، «يمكن أن تكون دليلاً على اتساع أفق هذه الأحزاب غير الدينية في المجتمع».
كذلك، تؤكّد الخريطة الحالية لانتخابات مجلس محافظة النجف أنّ صفة «المستقل» حاضرة بوضوح في العديد من أسماء الكيانات المتنافسة، سواء الدينية منها أو غير الدينية. فتقرأ مثلاً أسماء مثل: «اتحاد النجف المستقل» (لائحة الرئيس الحالي لمجلس المحافظة عبد الحسين الموسوي)، و«قائمة المستقلين أبناء العراق»، و«خيمة المستقلين»، و«نخبة المستقلين»، و«عشائر وأبناء النجف المستقلة»، و«التجمع الثقافي المستقل».
لكنّ مشهد التحالفات والانشقاقات الحزبية والائتلافية يُظهِر أن معظم الأحزاب المتنافسة في انتخابات عام 2005 بقيت داخل الحلبة، فضلاً عن أحزاب معروفة لم يتح لها الفوز في الانتخابات السابقة، مثل «قائمة مثال الآلوسي للأمة العراقية»، و«المؤتمر الوطني العراقي» بزعامة أحمد الجلبي.
وتكرّس معركة النجف أيضاً، التحالف القائم بين حركة أياد علاوي (الوفاق) والحزب الشيوعي العراقي والحركة الاشتراكية العربية والحزب الوطني الديموقراطي، في قائمة واحدة هي «مدنيون ديموقراطيون».
وعن أبرز الوافدين الجدد، يبرز «تيار الإصلاح الوطني»، الذي يرأسه رئيس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري، و«حزب الدولة» الذي يقوده النائب وائل عبد اللطيف. ويبقى التيار الصدري، ذو المساحة الشعبية الواسعة، الغائب الأكبر في الانتخابات، في ظل اكتفائه بدعم «شخصيات ومؤسسات مستقلة».
ويتفق عدد كبير من المراقبين والفاعلين في المحافظة على أن أبرز ملامح معركة النجف، تتمثل في تنافس الأحزاب العلمانية والليبرالية من جهة، ومع الأحزاب الدينية من جهة أخرى.
ويتوقع مسؤول حزب الله ـــــ العراق في النجف، كريم الطباطبائي، أن يشهد هذا التنافس تصاعداً في وتيرته، معرباً عن ثقته، في الوقت نفسه بأن «فوز حزب علماني أو ليبرالي في المدينة أمر مستبعد حالياً، بالنظر إلى الطبيعة الدينية للمجتمع النجفي ».
رأي لا يؤيّده سكرتير الحزب الشيوعي في النجف، محمد حموزي، الذي يرى أن لدى القوى الديموقراطية «فرصاً في هذه الانتخابات، أفضل من السابقة».