قالت وكالة الغوث (الأونروا) إن نقص التمويل الدولي أجبرها على التوقف عن دفع الأموال لعشرات آلاف الفلسطينيين من أجل ترميم منازلهم التي تضررت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة.وقال المتحدث باسم «الأونروا»، عدنان أبو حسنة: «اضطررنا إلى اتخاذ هذا الموقف لأننا لا نملك أي أموال الآن نقدمها، سواء لإصلاح البيوت المُدمرة أو لدفع بدل إيجارات لعشرات الآلاف من الأُسر في مختلف مناطق غزة»، مضيفاً: «مجموع ما وصلنا من أموال هو 135 مليون دولار حتى الآن. وطالبنا في مؤتمر القاهرة بسبعمئة وأربعة وعشرين مليون دولار... عملياً أموال الإعمار لم تصل الى قطاع غزة».

ومن مجمل 96 ألف أسرة تضررت منازلها أو هُدمت في الحرب يعيش ألوف في بيوت متضررة ويستخدمون البلاستيك لحماية أنفسهم من المطر، فيما لا يزال يقيم آلاف آخرون في مدارس تديرها الأمم المتحدة في القطاع. أما البقية فكانت تعتمد على ما يدفع من بدلات إيجار.
حركة «حماس» رأت في «قرار الأونروا وقف المساعدات المالية لسكان غزة، وتحديداً أصحاب البيوت المُدمرة، ووقف بدل الإيجار، قراراً خطيراً وصادما للغاية، لأنه يفاقم من معاناة الأسر المشردة»، كما قالت الحركة إن هذا يقرب لحظة الانفجار.
بالتوازي مع ذلك، أثار النبأ استياءً كبيراً بين صفوف النازحين، ما دفع وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في غزة، ناجي سرحان، إلى تبرير تأخير توريد أسماء وكشوف جديدة للمواطنين لتسلّم حصص الإسمنت المخصصة لهم، بسبب خطة المندوب الأممي، روبرت سيري، لإعادة إعمار غزة. وأوضح سرحان، في تصريح أمس، أن الوزارة تنشر أسماء المواطنين بسرعة إذا وصلت الكشوف من الشؤون المدنية التي تتلقى الموافقة من الاحتلال الإسرائيلي.
على المستوى السياسي، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عزام الأحمد، أن موقف حركته ثابت وواضح من قضية عودة العلاقة مع «حماس» ويقضي بـ«أنه لا لقاءات أو اتصالات مع حماس إلا بعد أن تكشف عن نتائج التحقيق في التفجيرات التي استهدفت منازل قيادات فتح وبنك فلسطين، بالإضافة إلى عدم التدخل في عمل حكومة التوافق».
وقال الأحمد في حديث متلفز، أمس، إن «حماس تريد حكومة كرتونية تدرّ لها المال وتشكل غطاءً سياسياً على المأزق التي تعيشه»، مشدداً على أنه كان من الذين دعوا إلى إعلان القطاع «إقليماً متمرداً... ولا يزال متمرداً، ولكن ليس من أهل غزة، ولكن من القوة التي تحكمهم».
في المقابل، قال نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، إسماعيل هنية، أمس، إن «المخططات التي تهدف إلى تشويه صورة حماس وجناحها المسلح كتائب القسام ستفشل بسبب التفاف الفلسطينيين حول المقاومة». وأضاف في كلمة على هامش مسير عسكري نظمه فتية يشاركون في مخيمات «طلائع التحرير» التي تنظمها «القسام» في غزة، أن «هناك من يخطط لأن ينفضّ الناس عن المقاومة، مرة بالحروب ومرة بالحصار وأخرى بتشويه صورة حماس والقسام... هذه المخيمات هي الردّ على مخططات الأعداء، فنقول لهم أخفقت مخططاتكم».
وانطلقت مخيمات «طلائع التحرير» في العشرين من كانون الثاني الجاري، وتستهدف الفئة العمرية 15-21 عاماً، من دون تحديد مدتها. وتقول كتائب القسام، إن المخيمات ستكون نواة «مشروع التحرير»، وستشمل «التدريبات والمهارات العسكرية، والرماية بالذخيرة الحيّة، والمهارات الكشفية والمواعظ، بالإضافة إلى دورات في الدفاع المدني والإسعافات الأولية».
(الأخبار، رويترز، الأناضول)