18 جريحاً في غزّة وميتشيل متمسك بـ«آلية تفتح المعابر وتمنع التهريب»غزة ــ قيس صفدي
القاهرة ــ الأخبار
ألقى حديث رئيس المكتب السياسي لـ «حماس»، خالد مشعل، عن إنشاء بديل لمنظمة التحرير، الشكوك في إمكان نجاح مساعي الوساطة المصريّة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل وتثبيت هدنة وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وكان مشعل قد قال، خلال احتفالية بنصر غزة في الدوحة أول من أمس، إن «حركته ستعمل على بناء مرجعية وطنية فلسطينية تمثّل الداخل والخارج، وتضم كل قوى الشعب الفلسطيني وتياراته الوطنية». وأضاف: «نحن في حماس وقوى المقاومة الحيّة نرحب بالحوار وبالمصالحة ولكن على أساس الثوابت الوطنية، أما أن يكون الحوار مدخلا لفرض الأجندة الأجنبية وعلى حساب حقوق شعبنا، فهو حوار كاذب».
وقال مسؤول مصري، طلب عدم تعريفه، إن «هذه التصريحات المفاجئة لا تعكس وجهة نظر حماس حيال المبادرة المصرية»، مشيراً إلى أن وفداً من الحركة قد وصل أمس قادماً من العاصمة السورية دمشق لتسليم رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، اللواء عمر سليمان، رد «حماس» على الموقف من مشروع اتفاق التهدئة.
ورأى المصدر أن تصريحات مشعل «تكتيكية»، مشيراً إلى أن «مساعي حماس لإيجاد بديل للمنظمة لن تكون سهلة وستكون لها عواقب وخيمة على موقع حماس على الخريطة الفلسطينية والعربية».
وقال مسؤولون فلسطينيون إن «مثل هذه التصريحات من جانب مشعل تمثل ضربة قوية لإمكان التقدم في الحوار الفلسطيني الوشيك وتأكيداً لا لبس فيه على أن حركة (حماس) لا تريد التوصل إلى اتفاق ينهي الصراع الفلسطيني الداخليفي هذا الوقت، تواصلت المفاوضات في القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزّة. وأعلن القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، عضو وفدها لمباحثات القاهرة، جميل يوسف، إن «حركته سترد على المقترحات المصرية للتهدئة قبل الخامس من الشهر المقبل»، مشدداً على أن الحركة «لديها اقتناع بأن التهدئة لا بد أن تأتي أولاً،‏ وقبولها مرهون بمواقف إسرائيل».‏
وأضاف يوسف إن اللقاء مع سليمان «عكس إحساس القاهرة بأن الوضع في غزة وصل إلى درجة خطيرة‏،‏ وجرى خلاله بحث التوصل إلى تهدئة لمدة تراوح بين سنة وسنة ونصف»، موضحاً أن «الاتفاق ينص على فتح جزئي للمعابر، يدخل خلاله القطاع نحو ‏70 في المئة من احتياجاته الحياتية اليومية‏،‏ ليست منها مستلزمات الإعمار من الإسمنت والحديد‏،‏ ولا تفتح المعابر فتحاً كاملاً إلا بعد تسوية مسألة الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط»‏.‏
من جهة ثانية، أعلن رئيس الوزراء المقال، إسماعيل هنية، أن «لدى حماس استعداداً ورغبة من أجل الشروع في حوار وطني»، إلّا أنه شدد على ضرورة «إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في سجون الضفة الغربية ووقف حملات التحريض».
والجديد في كلام هنية، برز في إعلانه استعداده «التخلي عن منصبه كرئيس للوزراء في سبيل أن يعيش الشعب الفلسطيني في حرية وكرامة». كما ناشد الرئيس الأميركي الجديد، باراك أوباما، «تغيير السياسات الأميركية في الشرق الأوسط»، قائلاً «لا أعتقد أن الولايات المتحدة تريد أن تكون في صراع مع العالم الإسلامي».
كلام هنية تزامن مع انتقال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشيل، إلى محطته الثالثة رام الله، حيث التقى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، مكرراً دعوته إلى «تعزيز وقف إطلاق النار» في قطاع غزة، الذي يشهد خروقات متزايدة. كما جدد تعهد واشنطن العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط، ودعا إلى «وضع آلية تسمح بفتح المعابر مع قطاع غزة فتحاً دائماً، كي ننجح في منع تهريب السلاح إلى غزة».
ميدانياً، أصيب ثمانية عشر فلسطينياً، في غارة نفذتها طائرة حربية إسرائيلية استهدفت دراجة نارية غرب مدينة خان يونس، جنوب القطاع. وقصفت طائرات حربية إسرائيلية منطقة الأنفاق المتاخمة للشريط الحدودي الفاصل بين القطاع ومصر.
في المقابل، أعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن إطلاق قذيفتي هاون باتجاه تجمع للآليات العسكرية الإسرائيلية، قبل انسحابها من شرق مدينة دير البلح، فيما ‏أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد الطفلة سندس أبو سلطان، والشاب أدهم خميس متأثرين بجراحهما الخطيرة في مستشفى مصرية.
وحذر نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، ماتان فيلناي، من أن «الدولة العبرية سترد على إطلاق الصواريخ»، موضحاً «لن نكشف عن نيّاتنا للعدو»، إلّا أنه «توعّد قادة حماس».