واشنطن ــ محمد سعيدكشفت أوراق التحقيق الذي أجراه محققون من وزارة الخارجية الأميركية أن اسم رئيس محطة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في الجزائر، المتّهم باغتصاب فتيات جزائريات، هو أندرو وارين، الذي يبلغ من العمر 41 عاماً. وأشارت إلى أن السفير الأميركي لدى الجزائر ديفيد بيرس طلب من رجل الاستخبارات مغادرة البلاد في شهر تشرين الأول الماضي، بعدما تقدّمت امرأتان جزائريتان بدعوى الاغتصاب ضده في أيلول الماضي، فيما كانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت أنها قد أعادته إلى واشنطن للتحقيق معه في الاتهامات الموجهة إليه.
وذكرت الخارجية، في بيان مقتضب، أن «القضية الآن في يد وزارة العدل، وذلك من دون أن تشير إلى هوية الشخص المقصود أو إلى منصبه كعميل للاستخبارات». كما رفضت الـ«سي آي إيه» الاعتراف بإجراء مثل هذا التحقيق، أو الكشف عن اسم الضابط المتهم. وقال المتحدث باسم الوكالة مارك مانسفيلد «يمكنني أن أؤكد لكم أن الوكالة ستتعامل بجدية مع هذه الادعاءات ومتابعة أي تصرفات غير لائقة».
من ناحيتها، رفعت وزارة العدل الأميركية الأمر إلى المحكمة المختصة، من دون الإشارة إلى عمل المتهم، فيما قال المتحدث باسم الخارجية روبرت وود، إن «الخارجية الأميركية لا تتهاون في أي اتهامات بسوء السلوك من قبل أي من موظفيها، وأن الشخص المقصود قد أعيد إلى واشنطن للتحقيق معه».
كذلك كشفت التحقيقات الدبلوماسية عن أن الضحية الأولى اغتصبها وارين في أيلول عام 2007، بعدما دعاها إلى حفل أقامه لموظفي السفارة في مقر إقامته. وقالت المرأة في وقائع المحضر «إن وارين قدّم لها مشروباً، شعرت إثره بدوار شديد، فعرض عليها مكوث ليلتها في منزله. لكنها ما لبثت أن استيقظت في الصباح لتجد نفسها قد جُرّدت من ملابسها وأدركت أنها اغتصبت من دون وعي منها».
وسردت الضحية الثانية لمحققي وزارة الخارجية الذين توجّهوا إلى الجزائر خصيصاً لهذه القضية، قصة مشابهة، إذ تعرّضت للاغتصاب من قبل وارين بعدما دعاها إلى جولة في منزله، وقدّم لها شراباً احتوى على عقار مخدّر ما جعلها تشعر بالدوار.
وأشارت محاضر التحقيق إلى أن وارين اصطحبها إلى غرفة النوم وهي في حال تستطيع أن ترى وتسمع، إلا أنها لا تتمكن من الحركة، واغتصبها.
في المقابل، رفض وارين، الذي يقال إنه كان قد أشهر إسلامه، تفتيش مقر إقامته في الجزائر، ما اضطر المحققين إلى طلب إذن قضائي من واشنطن للقيام بذلك، وعثروا على شريطي فيديو يكشفان عن بعض الأفعال الإباحية التي كان يقوم بها وتظهر فيه إحدى الضحيتين وهي في حال فقدان للوعي.