القاهرة ـ الأخبارحذّر المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشل، من «انتكاسات منتظرة في البحث عن إقرار السلام بين إسرائيل والفلسطينيين»، قائلاً إن «العنف المأساوي في غزة وجنوب إسرائيل، هو تذكرة للتحديات الخطيرة جداً والصعبة، وللأسف، الانتكاسات التي ستحدث».
إلاّ أن ميتشل أكد أن «بلاده ملتزمةٌ السعيَ بفاعلية للتوصل إلى سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين والدول العربية الأخرى المجاورة لها». وجدد دعوته إلى «وقف ثابت لإطلاق النار في الأراضي الفلسطينية».
وفي القدس المحتلة، على مقربة من أكياس الطحين وزيت الطبخ المقرر إرسالها إلى قطاع غزة، قال ميتشل إن «الرئيس الأميركي باراك أوباما أمر بتخصيص 20.3 مليون دولار أخرى لتوفير الأغذية والمساعدات الطبية الطارئة للجرحى والمشردين في غزة».
وقال متحدث باسم السفارة الأميركية إن «ميتشل يتوجه اليوم إلى الأردن، ثم إلى المملكة العربية السعودية وأوروبا»، فيما أعلن تأجيل زيارته لتركيا «لأسباب تقنيّة».
الحديث عن احتمال حدوث انتكاسات في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قابله اشتراط الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس السلوفيني، دانيلو تورك، «وقف الاستيطان وتطبيق قرارات الشرعية الدولية للعودة إلى المفاوضات»، قائلاً إن «مرجعية المفاوضات معروفة لكل الأطراف، وهي قرارات الشرعية الدولية، ورؤية الرئيس جورج بوش، والمبادرة العربية للسلام». وأضاف: «إذا أرادت إسرائيل السلام، فذلك ممكن في وقت قصير».
ولم يكتف عباس بالحديث عن عملية السلام، بل رد على تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، إذ شدد على أن «الانقلاب الذي قامت به حماس في غزة لن يتكرر في الضفة الغربية»، موضحاً أنه «نجح لأننا لم نكن نريد مواجهة مسلحة».
وأكد عباس أن كلام مشعل على إنشاء مرجعية جديدة بدل منظمة التحرير «هو لعب في الوقت الضائع. فإنه يريد تدمير صرح عمره 44 عاماً»، مضيفاً أن «هذا الصرح معترف به من العرب والمسلمين والعالم. وإذا أراد أن يهدم هذا المعبد، فلن يستطيع، لأن لا أحد سيكون معه من شعبنا ولا من غيره».
في السياق، أعلن مصدر مصري أن «من المقرر أن يعود وفد حماس إلى القاهرة اليوم، بعد تأجيل دام يومين، لإبلاغ رئيس جهاز الاستخبارات المصرية، عمر سليمان، ردها الرسمي على المقترحات المصرية لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة»، لافتاً إلى أن «هذا الموعد قد يتغير بعدما تعمدت حماس تضييع الوقت».
وقال المصدر، لـ«الأخبار»، إن «التأجيل يمثّل علامة تشاؤم في ظل مخاوف السلطات المصرية من تعرضها لضغوط خارجية قد تدفعها إلى إبداء مواقف متشددة حيال المقترحات المصرية».
وفيما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، أن «مصر ستستضيف يوم الثاني من آذار، مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار غزة، على مستوى وزراء الخارجية»، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، دعت الحكومة الفلسطينية المقالة، برئاسة إسماعيل هنية، إلى «عقد مؤتمر دولي لدعم إعادة إعمار غزة»، مشددة على رفضها أي «دعم مشروط»، ومرحبة بأي دولة «ترغب بالشروع في البناء».