السعودية ترى تيّاراً يحرض عليها في مصر
القاهرة ــ خالد محمود رمضان
من يحرض على السعودية في مصر؟ السؤال سعودي بالطبع بعدما انتقل جدول أزماتها في مصر من الجانب الشعبي إلى الرسمي. ووفقاً لأوساط رسمية سعودية، فإن ثمة تياراً محرضاً على المملكة يمارس نشاطه لضرب «الإسلام من خلال التعريض بالفكر الوهابي السلفي وبأحكام الشريعة الإسلامية المطبقة هناك».
ورغم أن مصدراً مصرياً مسؤولاً نفى لـ«الأخبار» أن تكون تصريحات وزير المال المصري الدكتور بطرس غالي، الذي قال فيها إن «السعودية غير مؤهلة للتحدث باسم المنطقة»، جزءاً من حملة رسمية تتبنّاها الحكومة المصرية ضد السعودية. إلا أن هناك اعتقاداً لدى السعوديين يربط بين ديانة محامي الطبيبين المصريين اللذين أدينا في السعودية أخيراً بتهم جنائية، وبين الوزير المصري.
المصدر السعودي يستخدم نبرة واثقة للقول إن «الأمر واضح للعيان». وفي أول تعليق رسمي، قال سفير السعودية لدى مصر، هشام محيى الدين ناظر، لـ«الأخبار»، إن بلاده لن تسمح مطلقاً بتعكير أجواء علاقاتها مع مصر، داعياً إلى الانتباه إلى ما وصفه بالعلاقات الاستراتيجية والتاريخية والأخوية بين الشعبين المصري والسعودي. ولمّح ناظر إلى وجود مساعٍ رسمية غير معلنة على أعلى مستوى لإيجاد تسوية للأزمة الطبية بين مصر والسعودية. لكنه رفض في المقابل كشف المزيد من التفاصيل.
وتقول مصادر دبلوماسية مصرية وسعودية لـ«الأخبار» إن ردود الأفعال السلبية التي خلّفتها هذه الأزمة عبر وسائل الإعلام المصرية قد أدت إلى إطالة عمرها، مشيرة إلى أن هناك تفاهماً رسمياً بين القاهرة والرياض على قطع الطريق على أي محاولة للاصطياد في المياه العكرة.وأوضحت المصادر أن الرئيس المصري حسنى مبارك أعرب عن أسفه لتصريحات الوزير غالي، مشيرة إلى أن «هذا تحديداً هو ما دفع غالي لاحقاً إلى محاولة التخفيف من حدة تصريحاته وأن يقول في بيان إن تصريحاته أسيء تفسيرها»، معتبراً أن «وجود المملكة في مجموعة العشرين يضمن أن صوت الدول العربية سيكون مسموعاً في هذا المحفل الدولي المهم». وكانت السعودية، التي تعدّ الدولة العربية الوحيدة العضو في مجموعة العشرين، قد أعلنت أنها قادرة على تعزيز مصالح الشرق الأوسط في الاجتماعات، رافضة تصريحات غالي. وقال وزير المال السعودي إبراهيم العساف، لوكالة «رويترز»، إن «السعودية لا تشارك لتمثيل أي دولة بل تمثل نفسها». واستدرك قائلا إن «المملكة اعتادت أن تعكس بصورة تقليدية مصالح وبواعث قلق الدول النامية بصورة عامة والدول العربية على نحو خاص».