على عكس تطمينات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بشأن أسواق سندات اليوروبوندز التي تصدرها الحكومة اللبنانية، شهدت أسعار هذه السندات تراجعاً مستمراً منذ أن حققت أعلى مستوى في شهر آب. إذ تراجع مؤشر سوق اليوروبوندز الذي يصدره «بنك لبنان والمهجر» من 100.22 نقطة في آب إلى أدنى مستوى سجّله منذ سنة على الأقل وهو 89.01 نقطة، أي ما نسبته 11.2 في المئة، فيما سجّل المؤشر تراجعاً على أساس سنوي نسبته 4 في المئة.وهذا التراجع ناتج في الأساس من استمرار انخفاض أسعار غالبية سندات اليوروبوندز اللبنانية التي يجري تداولها في الأسواق العالمية، وذلك بسبب تأثيرات الأزمة المالية العالمية والطلب المرتفع على السيولة في الأسواق التي عانت من خسائر ضخمة قدّرت بمليارات الدولارات.
وبحسب معلومات متداولة في هذه الأسواق وفي المصارف اللبنانية، فإن صناديق الاستثمار الأجنبية التي تحمل في جزء من محفظتها الاستثمارية سندات يوروبوندز لبنانية، باعت جزءاً كبير من هذه السندات بسرعة تحت ضغط البحث عن السيولة، ما وفّر كمية من المعروض في الأسواق ودفع حاملي هذه السندات إلى البيع، فانخفضت الأسعار... لكن المصارف اللبنانية، بإيعاز من مصرف لبنان، اشترت جزءاً من السندات المعروضة لتسدّ الهوّة بين الكميات الكبيرة المعروضة وعدد الطلبات القليل، ما حافظ في بعض الأوقات على أسعار بعض الإصدارات من هذه السندات، ولكنه لم يمنع تراجع أسعارها.
ووفق تقرير لجمعية مصارف لبنان، فإن هناك 7 أنواع من الإصدارات من سندات اليوروبوندز، وذلك بحسب مدة استحقاقها (3 سنوات، 5 سنوات، 6 سنوات، 7 سنوات، 8 سنوات، 10 سنوات، 15 سنة) ومجمل قيمتها يبلغ 17.662 مليار دولار، منها 5.882 مليارات استحقاقها بعد 15 سنة، و2.363 مليار دولار تستحق في السنة المقبلة، فيما يبلغ معدل الفائدة المثقلة عليها 7.26 في المئة سنوياً.
(الأخبار)