محمد بديرتعرّض حزب «العمل» لحادث عمل أدى الى إرجاء انتخاباته الداخلية المخصصة لاختيار مرشحيه الى الانتخابات التشريعية، وذلك في اليوم الذي كان يُفترض به أن يكون علامة على تجدّد الحزب، الأمر الذي كان موضع تهكم العديد من المراقبين الذين أشاروا الى الضربات المتلاحقة التي يتلقاها هذا الحزب، الذي يبدو أنه يقوم بعملية تدمير ذاتي. وفيما كان مسؤولو «العمل» يعوّلون على اليوم الانتخابي لإعادة الروح الى الحزب وإنقاذه من مسيرة انهياره في استطلاعات الرأي العام، انهارت أمس شبكة الحاسوب الخاصة التي كانت ستُستخدم في عملية الانتخاب، ما أدى الى حصول فوضى محرجة، تمثلت في الطوابير الطويلة أمام صناديق الاقتراع وفي حصول أعطال وأعمال تشويش في أماكن الاقتراع. وكانت عملية الاقتراع قد بدأت في مناخ من الإحباط بسبب تراجع شعبية الحزب، وهو ما عكسه بعض المرشحين الذين بلغ عددهم الإجمالي 41 مرشحاً فقط، بينما تراجع عدد الناخبين المسجلين بنسبة النصف خلال سنة ونصف السنة، ويبلغ 59 ألفاً.
وفور شيوع خبر انهيار شبكة الحاسوب، وتعطل نظام المعلوماتية، تبادل مسؤولو الحزب الاتهامات، ولجأ البعض الى تصويب السهام باتجاه سكرتير الحزب، إيتان كابل، والمطالبة باستقالته، الأمر الذي رفضه كابل كلياً بحجة أن الفشل تقني وأن الشركة المسؤولة هي التي ينبغي أن تتحمّل المسؤولية. وتجدر الإشارة إلى أن حزب «العمل» قرّر اللجوء الى استخدام نظام المعلوماتية في عملية الانتخابات الداخلية بهدف الحد من عمليات التزوير والتلاعب في نتائج الانتخابات وفي عمليات الاقتراع، التي كانت قد شهدتها جولات الانتخابات السابقة.
وفي أعقاب الانهيار المذكور، أعطى رئيس الحزب إيهود باراك، توجيهاته الى كابل للعمل سريعاً من أجل إجراء الانتخابات التمهيدية يوم الخميس المقبل، على أن تجري الانتخابات بالطريقة اليدوية تجنباً لأي أعطال إضافية.
وفي تعليقه على ما حصل، قال الرئيس السابق للحزب، عامير بيرتس، لموقع «يديعوت أحرونوت»، إن «العملية الديموقراطية انتهت بوضع محرج، وينبغي القيام بعملية فحص أساسية لمعرفة ما الذي حصل».
كذلك أدّى الخلل إلى ردود فعل متباينة في صفوف ناخبي الحزب، حيث نقل عن أحدهم قوله «إذا كان الحزب لا يعرف كيف يدير عملية انتخابات تمهيدية، فكيف سيدير شؤون الدولة؟». وقال آخرون إنهم وقفوا في انتظار التصويت ساعات طويلة تكفي لدفعهم إلى عدم التصويت في المرة المقبلة.