القاهرة ــ الأخبارنفى مصدران رفيعا المستوى، أحدهما متحدّث باسم السفارة الأميركية لدى مصر، والآخر متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، لـ«الأخبار» أمس، وجود خطط قريبة لخفض المعونة الأميركية السنوية التي تحصل عليها الحكومة المصرية، والتي تبلغ أقل من ملياري دولار أميركي.
وكانت السفيرة الأميركية لدى القاهرة، مارغريت سكوبي، قد أكدت أن إدارتها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لمصر «الرائدة في مجال حقوق الإنسان والديموقراطية».
وأثارت تصريحات سكوبي، التي لمّحت فيها إلى أن علاقة بلادها الراهنة مع القاهرة «انتقالية» وتعتمد على الشراكة والتجارة بدلاً من المعونات التي انخفضت قيمتها، مخاوف الكثير من المراقبين بأن تكون هذه التصريحات «مجرد بالون اختبار» لمستقبل العلاقات المتقلّبة بين البلدين.
ويبدو أن القلق السائد داخل الحلقة الضيقة المقربة من الرئيس المصري حسني مبارك، قد تصاعد مع وصول الرئيس الأميركي المنتخَب باراك أوباما إلى سدة الحكم. ويشير مراقبون إلى أن فارق السن بين مبارك وأوباما يؤكد أن مهمة الرئيس المصري في اكتساب صداقة نظيره الأميركي الجديد «قد لا تكون ناجحة». وبينما يجتاز مبارك عامه الثمانين، فإن أوباما بسنواته السبع والأربعين، وبشعاراته «التغييرية»، كلها قد تكون إشارات إلى أن الطريق بين القاهرة والبيت الأبيض «لن يكون سالكاً بسهولة».
واللافت أنه بينما يكبر مبارك الأب أوباما بنحو 33 عاماً، فإنّ نجله جمال الذي ترشحه التكهنات لخلافة والده، أصغر من أوباما بنحو عامين فقط.
وثمة من يتحدث في أروقة السفارة الأميركية عن عمليات «جس نبض» متبادلة بين نظام مبارك وإدارة أوباما الجديدة، وسط تخوفات مصرية من أن ينغمس الرئيس الجديد الذي يتسلم منصبه في غضون أيام، أكثر من سلفه جورج بوش في ملفات مصرية داخلية «حسّاسة». وملف المعونات الأميركية السنوية المقدّمة لمصر، قد لا يكون بالضرورة أحد الملفات التي سيتعين على أوباما مناقشتها مع مبارك. فأوضاع حقوق الإنسان والأقباط ومطاردة المعارضين للنظام، تبدو مدرجة جدياً على جدول أعماله.
وبالنسبة إلى صانع القرار المصري، فإنّ الموقف من الإدارة الجديدة في واشنطن، يعتمد في المقام الأول على ثلاثة محاور هي: الموقف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتسوية السلمية في المنطقة، والوضع في العراق والسودان.
وإذا تدهورت الأوضاع بين حركتي «حماس» و«فتح»، أو تعرضت إسرائيل لصواريخ من قطاع غزّة، فسيجد أوباما نفسه في حاجة إلى المسارعة للاتصال بمبارك لكي يستخدم الأخير نفوذه التقليدي لدى الفلسطينيين. وإذا ما تدهور الوضع الأمني في العراق، فإنّ القاهرة ستكون، وفق ما يؤكّده مراقبون مطلعون، «مستعدة دوماً لتقديم الخدمات والاتصال بالعراقيين للمساعدة».