قال الخبير الاقتصادي الدكتور غالب أبو مصلح خلال ندوة نظمها المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق تحت عنوان «مستقبل النظام الرأسمالي في ضوء أزمة الأسواق المالية»، إن الرأسمالية الحاكمة في الولايات المتحدة الأميركية عملت على تبسيط الأزمة المالية العالمية الراهنة بغية إخفاء جذورها وعمقها وطابعها البنيوي.وأعاد أبو مصلح الأزمة إلى بداية السبعينيات حيث عجزت منظومة الدول الرأسمالية عن معالجة عجز الميزان التجاري وميزان المدفوعات فتحوّلت أميركا تدريجاً من أكبر دولة دائنة بعد الحرب العالمية إلى أكبر دولة مدينة. وهكذا أدّت سياسات تنمية الطلب بالديون إلى خلق جبل هائل من المديونية في الولايات المتحدة، كذلك انعكست السياسات المالية والنقدية المتبعة سلباً على معظم المقوّمات الاقتصادية الأساسية، وترافق ذلك مع تدني معدلات الادخار الوطني وارتفاع عجز الموازنة ومعدلات البطالة. أدى كل ذلك إلى تدهور البنية التحتية في الولايات المتحدة.
وخلص أبو مصلح إلى أن عالماً جديداً سينبثق وسيبنى على أنقاض عصر الهيمنة الأميركية وعلى أنقاض النظام الرأسمالي الراهن، وما نراه اليوم من أزمات يعبّر عن المخاض العظيم للعالم الجديد الذي سيكون أكثر عدالة وإنسانية وعقلانية.
(الأخبار)