القاهرة ــ الأخباريعقد الرئيس المصري حسني مبارك والملك السعودي عبد الله قمّة اليوم في مدينة جدة على البحر الأحمر، في زيارة كانت مرتقبة شعبياً في مصر، رغم أنها مخصصة رسمياً لتدشين عبّارتين سريعتين لنقل الركاب بين البلدين. وتتوّقع الأوساط الشعبية والسياسية المصرية أن تتطرق القمة إلى قضية الطبيبين المصريين المحكومين بالسجن والجلد في السعودية.
وتأمل أوساط مصرية أن يعود الطبيبان المصريان على متن طائرة مبارك الرئاسية، لكن هذه التوقعات تتجاهل ما يراه مسؤولون سعوديون «خطورة الجرائم التي ارتكباها والتي تتمحور حول الزنى وخيانة الأمانة وانتهاك الحرمات وخرق قواعد العمل المتّبعة في السعودية».
واستبق وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط هذه القمة بتوجيه رسالة إلى نظيره السعودي سعود الفيصل، عبّر فيها عن وجهة النظر المصرية الكاملة حيال هذه القضية. وأعلن، في وقت سابق، أن هناك نقاشاً هادئاً يجري حالياً مع السعودية في شأن القضية، وهو حوار يقوم «على احترام القضاء والقوانين السعودية، وفي الوقت نفسه على احترام مواطنينا وإنسانيتهم».
وتباينت التوقعات بشأن احتمال أن يصدر الملك السعودي قراراً بالعفو عن الطبيبين في ظل تصاعد موجة الاحتجاجات الشعبية. وفيما قالت مصادر مصرية إنها تتوقع صدور قرار العفو خلال القمة، فإن مصدراً سعودياً أكد أن فرص تدخل الملك شخصياً للعفو عنهما تبدو محدودة.
وتقول مصادر سعودية إن ردود الأفعال السلبية التي خلّفتها هذه الأزمة عبر وسائل الإعلام المصرية أدت إلى إطالة عمرها، مشيرة إلى أن هناك تفاهماً رسمياً بين القاهرة والرياض على قطع الطريق على أي محاولة للاصطياد في المياه العكرة.
إلى ذلك، أقامت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، أول من أمس، دعوى قضائية في محكمة مجلس الدولة ضد مبارك تطالبه بعزل وزير الخارجية أحمد أبو الغيط والسفير المصري في السعودية، محمود عوف، بسبب عجزهما أو «تواطئهما» بالصمت والإهمال على اتخاذ موقف يجبر السلطات السعودية على الإفراج عن ناشط الإنترنت المصري يوسف العشماوي أو حتى تحديد أسباب احتجازه وماهية الاتهامات الموجهة إليه، رغم مضي ما يقرب من مئة يوم منذ اعتقاله في مدينة الرياض.
وأعلنت الشبكة أنها ستحوّل هذه القضية إلى معركة قانونية تعطي المواطنين حق المطالبة بعزل المسؤولين، بمن فيهم الوزراء، والحدّ من القرارات السيادية التي قد تتذرع بها الحكومة لحماية مسؤولين يتهاونون في حماية حقوق المصريين في الخارج.