رفض رئيس مجلس الوزراء، فؤاد السنيورة، رفضاً قاطعاً البحث في اقتراح قانون قدّمه عضو تكتل التغيير والإصلاح نعمة الله أبي نصر لإلغاء الضريبة على القيمة المضافة التي تفرضها الحكومة على استهلاك المازوت، إلا أنه وافق على دعم سعر الصفيحة بمبلغ 3 آلاف ليرة، كالعادة، في فصل الشتاء، أي لمدّة ثلاثة أشهر، متذرّعاً بضعف الإمكانات المالية لدى الخزينة العامّة، علماً بأن قيمة الضريبة، بحسب أسعار اليوم، لا تتجاوز 1618 ليرة، أي أقل بـ 1382 ليرة من قيمة الدعم المقترح!هذا الأمر أثار الاستغراب لدى داعمي اقتراح إلغاء الضريبة عن هذه السلعة الحيوية، إلا أن الحسابات المالية يمكن أن تقدّم إجابة عن السؤال المتعلّق بسر موقف السنيورة من إلغاء الضريبة نهائياً، إذ سيؤدّي إلى ربح فائت على الخزينة العامّة على مدار السنة بقيمة تصل إلى 72 مليار ليرة، بحسب أسعار اليوم، فيما الربح الفائت من الدعم على ثلاثة أشهر لن يتجاوز 3.3 مليارات ليرة فقط لا غير.
وفي الحالتين، أي إلغاء الضريبة أو الدعم، ستبقى الخزينة العامّة رابحة من هذه التجارة التي تحتكرها الدولة، إذ لا توجد أي خسائر أو أكلاف، على عكس ما كان قد صرّح به السنيورة نفسه عندما أعلن أن كلفة الدعم تتجاوز 30 مليار ليرة، وكل ما في الأمر أن أرباح الخزينة ستتراجع تبعاً للإجراء المتخذ.
وتوضح مصادر معنية أن إقرار الدعم بقيمة 3 آلاف ليرة على كل صفيحة مازوت لمدة 3 أشهر يُبقي على أرباح إجمالية للخزينة العامّة بقيمة 6.2 ملايين دولار في هذه الفترة، بالإضافة إلى عائدات الضريبة على القيمة المضافة وأرباح الموزعين وجعالة المحطات وكل الأكلاف الأخرى (نقل وتأمين وغير ذلك)، وعلى افتراض أن السعر سيبقى ثابتاً ولن يتراجع أو يرتفع. وتشرح المصادر أن كلفة الصفيحة اليوم واصلة إلى منشآت طرابلس والزهراني (بحسب القرار 419 بتاريخ 2/12/2008) تبلغ 11525 ليرة، يضاف إليها 820 ليرة للشركات وجعالة المحطات وأكلاف النقل، و1618 ليرة كضريبة على القيمة المضافة، أي ما مجموعه 13963 ليرة، فيما السعر الرسمي المعلن هو 17800 ليرة للصفيحة، ما يعني أن الخزينة العامّة تحقق ربحاً صافياً على كل صفيحة يبلغ 3837 ليرة، أو أكثر من 575 مليون ليرة يومياً، على أساس أن الاستهلاك اليومي يبلغ حوالى 150 ألف صفيحة.
وإذا خُفضت قيمة الدعم المفترض (أي 3 آلاف ليرة)، فإن الربح الصافي سيتراجع من 3837 ليرة إلى 837 ليرة، وبالاستناد إلى تقديرات الاستهلاك اليومي نفسه (وعلى أساس 25 يوم عمل في الشهر) فإن الأرباح التي ستتحقق بعد الدعم تبلغ 125.5 مليون ليرة يومياً، أو 9.5 مليارات ليرة (6.2 ملايين دولار) في 3 أشهر.
(الأخبار)


تشجيع تهريب المازوت

انطلاقاً من هذه الحسابات، لا تبدي الحكومة (وزارة المال) أي قلق من ارتفاع وتيرة التهريب (بالعكس) من لبنان إلى سوريا، بل تراهن على زيادة الكميات المهرّبة من أجل زيادة الأرباح المحققة، وتعويض قيمة الأرباح الفائتة من جراء هذا الدعم، وتعتقد المصادر المعنية أن كمية الاستهلاك اليومي للمازوت ستشهد ارتفاعاً كبيراً بعد إقرار الدعم.