علي حيدرتمكّن أغلب قادة حزب «العمل» من المحافظة على مكانتهم القيادية في العشرة الأوائل من قائمة الحزب، خلال الانتخابات التمهيدية التي جرت أول من أمس لاختيار مرشحيه لعضوية الكنيست في الانتخابات العامة المزمع إجراؤها في العاشر من شباط المقبل.
وأظهرت النتائج تصدّر حاييم هرتزوغ قائمة المنتخبين باحتلاله المرتبة الثانية بعد رئيس الحزب إيهود باراك. وحل أوفير بينس في المرتبة الثالثة وأبيشاي بروفرمان رابعاً، فيما حلّ رئيس الحزب السابق عامير بيرتس في المرتبة العاشرة.
وتبيّن بحسب النتائج أن عدد الذين شاركوا في الانتخابات التمهيدية بلغ 31789 عضواً من أصل 59039 يحقّ لهم الاقتراع، أي ما نسبته 53,81 في المئة. وأعلن غالب مجادلة، الذي احتل المرتبة الخامسة عشرة في القائمة عن القطاع العربي، أن نسبة مشاركة العرب بلغت 78 في المئة.
وتعليقاً على النتائج، رأى باراك أن الحزب «بات يملك فريقاً مميزاً». وأكد أن «العمل» «يواصل طريق بن غوريون، و(ليفي) أشكول و(إسحق) رابين، ونحن ندرك أن هذا الأمر ملزم». وفي محاولة لاجتذاب أصوات اليسار، لفت باراك إلى «أن حزب العمل يوافق على البقاء في المعارضة إذا ما أراد الناخب ذلك، وسنقود المعارضة بحزم وصرامة».
وتعهد هرتزوغ بأن يحقق الحزب مفاجأة في الانتخابات العامة المقبلة. ورأى أن هناك «محاولة جدية لمحو الحزب من الوعي الوطني، ولن نسمح لذلك أن يحدث». وقال إن «الانتخابات التمهيدية أثبتت أن حزب العمل لم يمت، فقد جاء عشرات الألوف (للتصويت) وأظهرت أنهم يكترثون» بمستقبل الحزب.
أما بينيس فاعتبر أن أولوية الحزب بعد هذه المحطة الانتخابية هي «العمل على إعادة ثقة الجمهور بحزب العمل وإثبات أنه البديل الوحيد لمعسكر الوسط ـــ يسار» في الخريطة الحزبية الإسرائيلية.
يُشار إلى أن هذه الانتخابات كان من المقرر إجراؤها يوم الثلاثاء الماضي ولكن تمّ تأجيلها إلى أول من أمس بفعل عطل طرأ على نظام المعلوماتية.
وعلى الرغم من كل المواقف التي أطلقت بعد إجراء الانتخابات التمهيدية، إلا أن حقيقة الأمر هي أن هذه الانتخابات جرت في جوّ من الإحباط بسبب تدنّي شعبية الحزب وفقاً لما تظهره استطلاعات الرأي التي تؤكّد، حتى الآن، أنه لن يحصل على أكثر من عشرة مقاعد، وفي بعض الاستطلاعات ثمانية مقاعد. وعليه، فإن المواقع الحقيقية في القائمة تتمثل بالعشرة الأوائل في القائمة فقط.
ومن الجدير ذكره أن حزب «العمل» حكم إسرائيل خلال الثلاثين سنة الأولى، منذ إنشاء الدولة في عام 1948 حتى عام 1977 عندما فاز حزب الليكود للمرة الأولى بتأليف حكومة تحالف بين اليمين والأحزاب الدينية، فيما لم يتمكن «العمل» في الثلاثين سنة التالية، أي منذ عام 1977، من تأليف الحكومة سوى ثلاث مرات فقط، في عام 1984 عندما ترأس شمعون بيريز الحكومة لمدة سنتين ضمن اتفاق على التناوب في الرئاسة مع حزب «الليكود»، وفي عام 1992 عندما ألّف إسحق رابين الحكومة وفي عام 1999 عندما فاز إيهود باراك على منافسه بنيامين نتنياهو وألّف حكومة ائتلافية.
وبحسب النتائج، فإن قائمة حزب «العمل» للكنيست ستكون على النحو الآتي: في المرتبة الأولى باراك، ويليه حاييم هرتزوغ، وأوفير بينيس، ورئيس لجنة المال التابعة للكنيست أفيشاي بروفرمان، وعضو الكنيست شيلي يحيموفيتش، ونائب وزير الدفاع متان فيلنائي، وسكرتير العمل إيتان كابل، ووزير البنية التحتية بنيامين بن أليعزر، ووزيرة التربية والتعليم يولي تمير، ورئيس الحزب السابق عامير بيرتس، والصحافي دانييل بن سيمون، ووزير الزراعة شالوم سيمحون، وعضو الكنيست أوريت نوكيد وعينات وولف، والوزير العربي غالب مجادلة.