يبدو أن انتفاضة جديدة في طريقها إلى قطاع غزة والضفة الغربية. تحذير أشارت إليه حركة «حماس» رداً على حصار غزة واعتداءات المستوطنين في الضفة
غزة ــ قيس صفدي
حذرت حركة «حماس» أمس من أن تصاعد «اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، وتشديد الحصار على قطاع غزة، وتزايد المؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية عبر المشاريع الانهزامية، يبشر باندلاع انتفاضة جديدة وتجديد جذوة المقاومة».
وأعلن المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لـ«حماس»، صلاح البردويل، أن «الأجواء التي يعيشها شعبنا هذه الأيام تماثل الأجواء التي انطلقت فيها الانتفاضة المباركة عام 1987، من حيث اشتداد اعتداءات المغتصبين الصهاينة وجيش الاحتلال، وزيادة المؤامرات لتدجين شعبنا من جانب أذناب الاحتلال». وأضاف إن «الانتفاضة جاءت بعد الإجرام الذي مارسته عصابات كاهانا في الضفة». وخلال استقباله المتضامنين الدوليين الذين وصلوا إلى غزة أول من أمس على متن سفينة «الكرامة» لكسر الحصار، اتهم رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية «المجتمع الدولي بمشاركة دولة الاحتلال الإسرائيلي في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، من خلال صمته»، فيما قال المتضامنون الدوليون إن الحضور إلى غزة «يعكس رسالة واضحة إلى الجميع أن غزة لن تكون وحدها في مواجهة الحصار».
وفي أول رد فعل على التهديدات الإسرائيلية بشن عملية واسعة في غزة، أكدت ألوية الناصر صلاح الدين، الذراع العسكرية للجان المقاومة الشعبية، أن «البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة لن تأمن من ضربات المقاومة إلا بعد أن تدفع إسرائيل ثمن جرائمها».
‏وتواصلت الحرب الكلامية بين الرئيس محمود عباس و«حماس»، ووصف أمين سر الكتلة البرلمانية لـ«حماس» مشير المصري، عباس بأنه «مسيلمة الكذاب وأفّاق هذا العصر»، رداً على تكفيره الحركة وتشبيهها بـ«كفار قريش»، في إشارة إلى أزمة حجاج قطاع غزة.
وبعد فتح المعابر جزئياً في قطاع غزة أول من أمس، وافقت إسرائيل أمس على تحويل مئة مليون شيكل (25 مليون دولار) إلى القطاع لدفع رواتب موظفيه.
وفي بيان صدر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، سمح وزير الدفاع ايهود باراك بتحويل المبلغ من الضفة الغربية المحتلة إلى القطاع الذي تسيطر عليه حركة «حماس». هذا الاستسماح الإسرائيلي رافقه بحث رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، ووزير الدفاع ايهود باراك، احتمال تشديد السياسة الإسرائيلية حيال غزة. إلى ذلك، دعا الباحث والمدير السابق لدائرة أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية، ايف اوبان دولا ميسوزيار، في مقال في صحيفة «لوموند»، إلى «فتح قنوات الحوار بين الاتحاد الأوروبي وحركة حماس»، التي وصفها بأنها «شريك في عملية السلام، تواصل تطورها الأيديولوجي». ورأى أنه «من منافع هذا الحوار، دعم قيادة سياسية برغماتية تعاني ضغوط المتشددين الذين يتأثرون بفكر القاعدة، وتشجيع التقارب مع السلطة الفلسطينية».