محمد بديرسارع رئيس حزب «الليكود»، بنيامين نتنياهو، إلى الاحتواء المبكر للانعكاسات السلبية التي يُتوقع أن تسببها نتائج الانتخابات التمهيدية في الحزب على المستوى الداخلي والدولي، وبادر إلى طمأنة سفراء دول الاتحاد الأوروبي إلى عزمه الاستمرار في مفاوضات التسوية، فيما نجح في إقصاء رئيس المعسكر اليميني المتطرف، موشيه فيغلين (الصورة) إلى المكان السادس والثلاثين على قائمة.
وأكد نتنياهو للسفراء الأوروبيين، خلال اجتماع معهم، أنه سيعمل على إطلاق مفاوضات اقتصادية مكثفة مع الفلسطينيين، على أن تكون هذه المفاوضات بنيةً تحتية للاتصالات السياسية، التي أوضح أن المبدأ الحاكم فيها ليس «كل شيء أو لا شيء». ورأى أن «معظم الشعب الإسرائيلي لا يرغب في السيطرة على شعب آخر»، مشدّداً على «أننا سنعمل ضد من يمس أمن إسرائيل». ودعا إلى تعزيز التعاون مع الأردن ومصر «الصديقتين الكبيرتين لإسرائيل في المنطقة». وفي الموضوع السوري، أشار إلى أنه يؤيد الحوار مع دمشق، معلناً في الوقت نفسه أن على إسرائيل «البقاء في هضبة الجولان». ويعمل نتنياهو على تبديد هاجس القلق الذي ينتاب العواصم الغربية من احتمال فوزه في الانتخابات المقبلة. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر أوروبية قولها إن فوز نتنياهو في الانتخابات قد يمثّل ضربة قاسية لعملية السلام في المنطقة.
من جهة أخرى، وافقت اللجنة الانتخابية لـ«الليكود» على الاستئناف الذي كان قد تقدم به أوفير أكونيس، المقرب من نتنياهو، وطلب فيه تخصيص المكان العشرين في قائمة الليكود الانتخابية لممثلي المناطق في قطاعات الحزب، رغم فوز فيغلين بهذا المكان في الانتخابات الداخلية. وفي ضوء قرار اللجنة، ينتقل فيغلين إلى المكان الـ36، الذي يعدّ مكاناً غير واقعي من حيث فرص الفوز بمقعد نيابي بحسب استطلاعات الرأي. وبذلك يكون نتنياهو قد سجل انتصاراً تكتيكياً ضد فيغلين، الذي سبّب نجاحه في الانتخابات حرجاً كبيراً لنتنياهو لكونه يحمل أفكاراً يمينية متطرفة، في وقت يسعى فيه رئيس الحزب إلى إضفاء صبغة وسطية على «الليكود» طمعاً في منافسة «كديما» على شريحة الأصوات العائمة في الوسط.
إلّا أنه برغم انتصار نتنياهو، فإن الطابع اليميني لا يزال السمة الأبرز لقائمة مرشحي «الليكود». التي تضم في الأماكن المضمونة أعضاء كنيست سابقين من المجموعة التي عرفت باسم «متمردي الليكود»، والتي عارضت خطة فك الارتباط عن غزة في صيف عام 2005، وتعارض تسويات سياسية مع الفلسطينيين والعرب.