Strong>بغداد تحثّ أوباما على محاورة طهران... وواشنطن تبدأ بتسليم المعتقلين إلى الامن العراقي في شباطعرف العراق أمس، واحداً من أعنف التفجيرات، التي استهدف على ما يبدو زيارة للرئيس جلال الطالباني إلى كركوك تندرج ضمن المساعي للتوفيق بين عرب المدينة وأكرادها. حصيلة القتلى مرعبة: 60 قتيلاً وأكثر من 100 جريح، بينما حكام بغداد مشغولون بحثّ واشنطن على محاورة طهران

بغداد ـــ الأخبار
قُتل أكثر من 60 شخصاً وأصيب نحو 100 آخرين بهجوم انتحاري استهدف مطعماً في مدينة كركوك، كان يعجّ بأعضاء من حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، الذي يقوده رئيس الجمهورية جلال الطالباني، وممثلين عن قضاء الحويجة ذي الغالبية العربية.
وقال مصدر رسمي محلي إن الانفجار وقع في مطعم عبد الله، الواقع على بعد 4 كيلومترات من مركز مدينة كركوك، أثناء لقاء أعضاء من «الاتحاد الوطني» مع أعضاء مجلس قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك.
وجاء الانفجار قبل ساعات من وصول الطالباني إلى كركوك في زيارة كانت مقررة منذ مدّة لعقد سلسلة من الاجتماعات مع ممثلي مكونات المدينة العرب والتركمان والأكراد، «في محاولة للتوفيق بينهم والتوصل إلى حل يرضي الجميع في ما يخص مستقبل مدينتهم».
وكان الرئيس العراقي، الذي وصل إلى المدينة مساءً، قد زارها مرة واحدة خلال شهر كانون الثاني الماضي، ودعا خلالها إلى تنفيذ المادة 140 من الدستور التي تنص على إجراء استفتاء لحسم مصير المحافظة المتنازع عليها. كذلك اقترح تشكيل مجلس من الأكراد والعرب والتركمان بنسبة 32 في المئة لكل منهم، وإعطاء النسبة الباقية للكلدو آشوريين.
في هذا الوقت، دعا المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، إدارة الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما، إلى بدء حوار مستمر مع إيران «على أمل تحقيق استقرار أكبر في الشرق الأوسط».
وجاءت دعوة الدباغ على شكل بيان أصدره، بعدما ألقى كلمة على هامش مشاركته في مؤتمر «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية» في واشنطن، رأى فيه أنه «حان الوقت لسياسة جديدة وجادة وهادئة برؤية منفتحة لفتح قنوات الحوار مع إيران، من أجل حل المشاكل العالقة والمتراكمة، والتي تؤثر على الاستقرار في المنطقة».
وأشار الدباغ إلى ضرورة البدء بحوارٍ عربي ـــ إيراني «من أجل أن تتفهم كل الأطراف بأن المواجهات لا تخلق استقراراً وتنمية في المنطقة»، وأن كل الجهود التي حكمت العقود الماضية «لم تؤدّ إلى زرع الثقة بين دول المنطقة».
ومن دون أن يحدد ما إذا كان يخاطب إيران أم الولايات المتحدة، دعا الدباغ إلى احترام القانون الدولي واعتماد بدائل للحلول العسكرية للصراع والبحث عن حلول إقليمية للمشكلات.
وفي سياق متصل بالاتفاقية الأميركية ـــ العراقية التي يبدأ العمل بموجبها في مطلع العام المقبل، أعلن جيش الاحتلال الأميركي أن عملية تسليم المعتقلين في معسكراته إلى السلطات العراقية بموجب اتفاقية «سوفا» ستبدأ في الأول من شباط 2009.
ونقل بيان عن مسؤول المعتقلات في الجيش الأميركي، الجنرال ديفيد كانتوك، قوله خلال أول اجتماع ثنائي بعد توقيع الاتفاقية المذكورة إن «التحالف سيسلّم في 15 كانون الأول الجاري الدفعة الأولى من ملفات المعتقلين إلى الحكومة العراقية لتقوم بدراستها».
يُذكَر أن 15800 عراقي يقبعون في معتقلَي قوات الاحتلال «فيكتوري كامب» قرب مطار بغداد و«بوكا» قرب البصرة.
وتابع البيان العسكري أنه «نظراً إلى المعلومات التي بحوزتها، لدى الحكومة العراقية مهلة 45 يوماً لكي تتخذ قراراً بشأن المعتقلين الذين ستفرج عنهم وأولئك الذين ستنقلهم إلى سجونها اعتباراً من الأول من شباط 2009».

وقال المالكي، خلال لقائه أبناء عشائر بني مالك وبني حسن في ناحية الحيدرية المتاخمة لكربلاء، «إننا نحتاج إلى القانون والدستور لمحاسبة المفسدين الذين يتلاعبون بكرامة البلد، يبيعونه هنا ويشترونه هناك، ولنميّز بين من يقف إلى جانب العراق وقانونه ودستوره، ومن يقف معادياً لتطلّعات شعبه ودولة القانون».
(الأخبار)