القاهرة ــ خالد محمود رمضانكشفت مصادر مصرية وإيرانية لـ«الأخبار»، أمس، عن مساعي تقوم بها كلّ من مصر وإيران لاحتواء الجدل الذي نشب مجدداً بين البلدين على خلفية تظاهر طلاب إيرانيين أمام مكتب رعاية المصالح المصرية لدى طهران، وترديدهم شعارات مناوئة للرئيس حسني مبارك، كردّة فعل على استمرار غلق معبر رفح بين مصر وغزة.
ورأت المصادر نفسها أن بعض وسائل الإعلام بالغ في تضخيم وقع هذه التظاهرات، مشيرة إلى أن طهران أبلغت القاهرة أن هذا التجمع «كان عفوياً ولم يحظَ بموافقة السلطات الإيرانية أو مباركتها».
وفي السياق، اتهمت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية كلّاً من وكالة الأنباء الألمانية وموقع «الجزيرة نت» الإلكتروني ببث «خبر كاذب» نقلاً عنها، يفيد باستدعاء الحكومة المصرية رئيس مكتب رعاية مصالح مصر لدى إيران سيد حسين رجبي احتجاجاً على تلك التظاهرات. كما اعتبر مصدر مصري مسؤول أن نبأ استدعاء رجبي «مختلق وكاذب ولا أساس له من الصحة».
ولاحظت الوكالة الإيرانية أن «بعض الوسائل الإعلامية» تعمل على «تأزيم» العلاقات الإيرانية ـــــ المصرية. وكان واضحاً أن «فارس» كانت تنتقد صحيفة «الجمهورية» المصرية الحكومية التي شنّت هجوماً عنيفاً وغير مسبوق على إيران، على خلفية التظاهرات المذكورة.
وكتب رئيس تحرير «الجمهورية» محمد علي إبراهيم ما مفاده أن «ما فعله الطلاب الإيرانيون أمام بعثتنا الدبلوماسية في طهران سفالة وقلة أدب»، جازماً بأن تحرّك هؤلاء كان بمبادرة من «قوات الحرس الثوري» الإيراني. ووصل الأمر به إلى اعتبار أنه «منذ أن تدخلت إيران إلى جانب حركة حماس ودفعت رواتب باهظة للمسؤولين فيها، والصراع العربي ـــــ الإسرائيلي يزداد صعوبة».
وتساءل الصحافي المصري «ألا نستطيع أن نفعل معهم في القاهرة ما فعلوه في طهران؟ ألا يمكننا تسيير تظاهرات تحيط بالسفارة وتشتم (الرئيس محمود أحمدي) نجاد ومرشد الثورة (علي خامنئي) كما شتموا الرئيس حسني مبارك؟».
وتابع إبراهيم «نستطيع أن نفعل ذلك كله وأكثر منه، لكننا دولة ولسنا عصابة... مصر المتحضّرة تعرف كيف تختلف بأدب وتنتقد بمنطق وتغضب بعقل. أما منطق السفالة والتطاول، فهو يصدر عن العصابات وقطّاع الطرق لا الدول».
ولم يتردد إبراهيم في دعوة سلطات بلاده إلى إغلاق أو خفض مكتب رعاية المصالح الإيرانية، بما أن مكتب تمثيل تجاري يعمل فيه أربعة موظفين «يكفيهم».