strong>هنيّة ينتقد عباس والجهود المصرية في الحوار الوطني... ويهاجم بوشاستغلّ رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنيّة، «يوم حماس الأكبر»، لتفريغ غضبه في قضايا الداخل المتعلقة بولاية الرئيس محمود عباس والحوار الداخلي، وصولاً إلى اتفاق التهدئة، الذي أعلن رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، أنه لن يتم تجديده «على الأغلب»

غزة ــ قيس صفدي
حسم رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنيّة، في كلمة ألقاها أمام مئات الآلاف من أنصار حركة «حماس» في مهرجان الذكرى الـ21 لانطلاقتها، موقف «حماس» والحكومة المقالة من قضايا ولاية الرئيس محمود عباس والحوار الوطني.
وجدّد هنية «رفض حماس تمديد ولاية عباس ولو ليوم واحد، بعد التاسع من الشهر المقبل»، قائلاً إن «القانون الأساسي هو الحكم والمرجع في قضية الرئاسة. لذلك فإن حماس أكدت أنه لا شرعية للتمديد بعد التاسع من كانون الثاني، لا بغطاء عربي ولا بغير عربي».
وسخر هنية من انتخاب المجلس المركزي لمنظمة التحرير لعباس رئيساً لدولة فلسطين، متسائلاً «أين هي هذه الدولة؟». وأضاف إن «التعامل مع استحقاق الرئاسة يفرض الالتزام بالقانون الأساسي وتطبيقه، وإن التنفيذ يحتاج إلى وفاق وطني، وقرار المجلس المركزي بتعيين رئيس للدولة المغيبة لن يغير في الواقع شيئاً». وشدد على أن «حماس ليست خائفة من الانتخابات المقبلة، ولا تخشى صناديق الاقتراع، لكن على أساس واضح وقانون وتوافق وليس على أساس استباق الخطى».
ورد هنيّة على المشككين في شعبية «حماس»، قائلاً إن الحركة الإسلامية «ليست ظاهرة عابرة وإنما حقيقة راسخة رسوخ جبال فلسطين»، واصفاً الاحتفال الحاشد بذكرى الانطلاقة بأنه «يوم حماس الأكبروتطرق هنية إلى مسألة حجاج غزة قائلاً إن «هؤلاء الذين أفشلت الحرب القذرة مشاركتهم في الحجّ الأكبر، كتب الله لهم أن يشهدوا اليوم، يوم حماس الأكبر»، واعداً الحجاج الذين وقعت عليهم القرعة «بحفظ حقهم، وأن يكونوا ضمن قوائم الحج في الموسم المقبل». وأضاف إن «دوائر صنع القرار في المنطقة تتابع هذا اليوم وتريد معرفة ما إذا انفضّ الناس عن حماس ومشروعها، وإن صناع القرار في المنطقة يعتقدون بأن سياسة الحصار يمكن أن تكون قد أتت أكلها»، مشدداً على أن «هذا التجمع هو الرد على من يحاصر الشعب ويتآمر على شعب غزة». وأكد أن الحصار زاد من قوة «حماس»، مخاطباً الرئيس الأميركي جورج بوش قائلاً: «سقطت يا بوش ولم تسقط قلاعنا».
ورد هنية على تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي ليفني، العدائية بحق فلسطينيي 48، ورؤيتها لتهجيرهم إلى الدولة الفلسطينية العتيدة، قائلاً «إن فلسطينيي 48 لن يأتوا إلينا وإنما نحن الذين سنأتي إليهم». وحذر من وجود «مؤامرة على حق العودة»، مجدداً رفض حركته لـ«التوطين والتهجير».
وفي ما يخصّ الحوار الوطني، شدّد هنيّة على «رفض حماس أي شروط بغية التوصل إلى حل كرزمة واحدة حول مختلف القضايا»، متهماً «قيادة حركة فتح بالتهرب لمصلحة حسابات ورهانات وفيتو أميركي». وأضاف «يجب أن يكون الحوار أولاً ومن ثم الإقرار والتوقيع في جلسة مصالحة عامة»، مكرراً رفض حركته «الإقرار بشروط اللجنة الرباعية».
وطالب هنية «بتهيئة الأجواء للمصالحة ووقف الحملة الأمنية في الضفة»، نافياً أن «يكون لحماس أي ارتباطات سياسية مرهونة بموقف سوريا أو قطر أو إيران أو اليمن». وأضاف «أطلقوا سراح المعتقلين في الضفة اليوم، وسنكون في القاهرة غداً من أجل الحوار، وقرارنا في جيبنا».
وحدّد هنية سياسة «حماس» وأولوياتها المرحلية خلال العام المقبل، وتتضمن «العمل على تحقيق المصالحة الوطنية ووحدة الأرض والشعب، وكسر الحصار عبر استمرار انتفاضة السفن، وحماية مشروع المقاومة، وترسيخ الحكم الرشيد بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي، وتعزيز الشراكة وفتح آفاق جديدة لتوحيد الموقف العربي».
وفي ما يتعلق بالتهدئة مع الاحتلال التي تنتهي في 19 الشهر الجاري، اكتفى هنية بالقول «إن موقف العدو الصهيوني كان سلبياً من التهدئة، إذ واصل جرائم القتل ولم ينه الحصار ولم يفتح المعابر»، لافتاً إلى أن «الفصائل تحمل انطباعات سلبية تجاه التهدئة». وأكد أن «اتفاق التهدئة لم يلق أيضاً رعاية مباشرة وإلزاماًَ للعدو الصهيوني من الأشقّاء المصريين».
في المقابل، بدا موقف رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» في دمشق، خالد مشعل، أكثر حزماً، إذ قال إن «التهدئة مع إسرائيل التي تم التوصل إليها في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركته، لن يتمّ على الأغلب تجديدها».
وقال مشعل، في حديث مع قناة القدس الفضائية في الذكرى الحادية والعشرين لانطلاق حركة «حماس»، إن «التهدئة كانت محددة بستة أشهر تنتهي في 19 كانون الأول، علماً بأن العدو لم يلتزم باستحقاقاتها. نحن في حماس وغالبية القوى موقفنا هو أن التهدئة تنتهي ولا تجديد لها». واستدرك «إنما نحن كمقاومة على الأرض سنتصرف مع المتطلبات الميدانية... ولا بد أن يكسر الحصار على شعبنا الفلسطيني» في قطاع غزة.