القاهرة ــ الأخبارسعت السلطات المصرية، أمس، إلى التقليل من حدّة الجلسة العاصفة التي شهدها أول من أمس مجلس الشعب المصري لمناقشة استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والدور المصري فيه.
وخرج رئيس مجلس الشعب، فتحي سرور، بسلسلة من التصريحات الإعلامية لتبييض صفحة الحكومة عبر نفي أن تكون المناقشات خاصة بكسر الحصار، مؤكداً أن الجلسة ناقشت في المقابل «حريّة تنقّل بعض المواطنين في مناطق حدودية ملتهبة». وقال إن «السلطات مع حرية التنقل لجميع الأفراد، شرط ألا يعني ذلك الإخلال بالأمن».
وكان وزير مجلسي الشعب والشورى، مفيد شهاب، قد أكد المعنى نفسه خلال الجلسة التي شهدت ما يشبه العراك بين نواب من الحزب الوطني الحاكم ونواب من المعارضة أعلنوا رفضهم للمبررات التي ساقها شهاب خلال الجلسة لرفض الحكومة الموافقة على تسيير قوافل إغاثة ومساعدات إنسانية الى أهالي غزة.
واعترض النائب سعد عبود على كلام شهاب، قبل أن يفاجأ بردّ «عيب كده يا سعد» من عدد من نواب الحزب الحاكم الذي يهيمن على غالبية مقاعد البرلمان البالغ عددها 442 مقعداً. وتطور الأمر لاحقاً إلى محاولة أحد نواب الموالاة إبعاد عبود بالأيدي. لكن تدخلاً فورياً من النواب المعارضين والمستقلين حال دون اشتعال الموقف، بعدما أُعيد النائب الغاضب إلى مقعده، ثم لاحقاً خرج من القاعة بناءً على نصيحة زملائه.
وكانت الغالبية في مجلس الشعب قد رفضت بصورة قاطعة طلب الإحاطة الخاص بعدم احترام الحكومة لأحكام القضاء الذي قضى بشرعية تسيير قوافل الإغاثة إلى غزة، كذلك اعتداء عناصر من وزارة الداخلية على المشاركين في قافلة عيد الأضحى المتوجهة إلى غزة.
في المقابل، أحال المجلس هذا الملف على لجنة الشؤون العربية لمناقشته خلال الأسبوع الجاري ليشعل القضية بين المعارضة والغالبية.
يشار إلى أن برلمانيين من جماعة الإخوان المسلمين والمستقليّن والمعارضة تقدموا بمذكرة إلى سرور يطالبون فيها بإدراج الموضوع ضمن جدول أعمال الجلسة العامة. لكن ممثل الغالبية، عبد الأحد جمال الدين، أعلن رفضه للاقتراح وقال: «إننا نؤيد المساعدات الإنسانية الواجبة علينا جميعاً نحو أهلنا في غزة المحاصرين بالاحتلال الإسرائيلي، الذي تدينه مصر على كل المستويات». ووصف جمال الدين الأصوات التي تعالت من حوله احتجاجاً على حديثه بقوله: «إن الصراخ العالي هو دليل على ضعف الموقف وعجز المنطق».
في غضون ذلك، كذبت مصر ما نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن أن وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط أنقذ نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني من الرد على إدانة وزير خارجية لوكسمبورغ، جان اسلبورن، لسياسة العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين.
ووصفت وزارة الخارجية المصرية، ما نشر بـ«الكذب والسخافة»، وأنه يعكس خيالاً مريضاً من كاتب المقال، مؤكدة أنه «يستهدف في الأساس الدس بين مصر والشعب الفلسطيني».
وأشارت الوزارة، حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن «ما أدعاه المقال» من أن أبو الغيط أنقذ ليفني من براثن الرد على مداخلة اسلبورن خلال اجتماعات وزراء خارجية الدول المتوسطية وحلف شمال الأطلسي، هو «رواية إسرائيلية مصطنعة بالكامل».
إلى ذلك، قررت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، في جلستها أمس، تأجيل نظر القضية المقدّمة من عدد من المحامين لوقف تنفيذ حكم محكمة القضاء الإداري الذي قضى بوقف تصدير الغاز المصري إلى إسرائيل بأسعار تقل عن الأسعار العالمية وقيمتها السوقية، لجلسة 11 من الشهر المقبل لتقديم أصل صحيفة الدعوى.