تلقّف الفلسطينيون هجوم الحذاء الذي تعرّض له جورج بوش، لإطلاق النكات التي عبّروا فيها عن سعادتهم بجرأة الصحافي منتظر الزيدي، «البطل القومي»
غزة ــ قيس صفدي
عكست متابعة الفلسطينيين لحادثة الحذاء، التي أطلقوا عليها اسم «واقعة بغداد»، مدى «الكره» الذي يكنّونه للرئيس الأميركي جورج بوش وإدارته من جهة، وسخطهم على الأنظمة العربية من جهة ثانية.
وسيطرت حادثة الحذاء على جلسات الفلسطينيين وأحاديثهم، حيث أجمعوا على «جرأة» الصحافي منتظر الزيدي وشجاعته. وعُمِّم شعار على الفلسطينيين في غزّة والضفّة الغربية وحتى فلسطينيي 48 يقول «خلّي الحذاء صاحي»، في إشارة إلى أغنية «خلّي السلاح صاحي».
وقالت رسالة نصّية تناقلها الفلسطينيون على هواتفهم النقالة، «صحافي عراقي يستهدف بوش بصاروخ من طراز حذاء 44»، بينما قالت ثانية: «عاصمة الرشيد تودع المجرم بوش بحذاء نووي».
كذلك تبادل الفلسطينيون رسالة تقول: «مراسيم رئاسية عربية تلزم الصحافيين خلع أحذيتهم قبل تغطية المؤتمرات الصحافية». واستهدفت إحدى رسائل التهكّم الرئيس محمود عباس الذي يزور البيت الأبيض، يوم الجمعة المقبل، في لقاء وداعي للرئيس بوش. وتقول الرسالة: «الرئيس عباس يصطحب صحافيين من دون أحذية في زيارته المقبلة إلى البيت الأبيض».
وكانت الرسالة الأكثر تداولاً بين الصحافيين تنص على أن «الأجهزة الأمنية تدهم مصانع الأحذية في مدينة الخليل (تنتشر فيها أكبر مصانع الأحذية الفلسطينية) بعد اكتشاف مخزن للأحذية في نقابة الصحافيين، ونقيب الصحافيين ينفي علاقة النقابة بالمخزن»، بينما أعلنت رسالة ثانية «اعتقال صحافي بحوزته كمية كبيرة من الأحذية نمرة 44 كان يحاول تهريبها من غزة إلى رام الله». وتوقعت رسالة ثالثة «ارتفاع مبيعات الأحذية في أسواق رام الله استعداداً لزيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس».
وعبّر الفلسطينيون في إحدى هذه الرسائل عن «تحقيرهم» لبوش، إذ نصّت على أن «اتحاد مصنّعي الأحذية أرسل كتاب احتجاج إلى الحكومة العراقية ورفع دعوى ضد الزيدي لإهانته الفادحة للحذاء»، فيما نصّت رسالة أخرى على أن «نقابة الأحذية الفلسطينية تهنّئ نظيرتها العراقية على نجاح أول تجربة إطلاق حذاء عربي».
وأشارت واحدة من هذه الرسائل إلى «تخاذل» الأنظمة الرسمية العربية، وقالت: «عقب اجتماع طارئ، قرر وزراء الداخلية العرب منع أي صحافي عربي من لبس الحذاء أثناء قيامه بواجبه الرسمي». وقالت رسالة ثانية: «وزراء الإعلام العرب يقررون ألا تقل المسافة بين الصحافيين والزعماء العرب وضيوفهم خلال المؤتمرات الصحافية عن كيلومتر واحد، ويوصون بوضع الحواجز والسواتر الترابية».
وانسجاماً مع حال الرضى الشعبي والسعادة بشجاعة الصحافي الزيدي، تنظم كتلة الصحافي الفلسطيني المحسوبة على حركة «حماس» في غزة «وقفة تضامنية»، اليوم الثلاثاء، لمساندة الزميل الزيدي، وللمطالبة بإطلاق سراحه.
وطالبت الكتلة في بيان، أمس، «كل الجهات الحقوقية والصحافية العربية والدولية بضرورة التدخل والضغط من أجل الإفراج عن الزيدي وحمايته من سادية الوحوش الأميركية المغتصبة للأراضي العربية العراقية». وأعربت الكتلة «عن تضامنها التام مع الزميل الزيدي، الذي عبّر عن نبض الأمة العربية والإسلامية تجاه بوش زارع الخراب والدمار في ربوع العالم العربي والإسلامي»، مضيفة أن «الزيدي قذف بوش بما يستحق».
وقال منتدى الإعلاميين الفلسطينيين إن ما فعله الزيدي «هو التعبير الصادق عن الكراهية التي يكنّها كل المستضعفين في الأرض تجاه الإدارة الأميركية». ووصف الزميل الزيدي بـ«الصحافي الشجاع»، مشيراً إلى أنه «لم يفعل إلا ما كان يجول في خاطر كل المظلومين في العالم»، داعياً «جميع الأحرار في شتى البلدان، وخاصة العربية والإسلامية، إلى التضامن وتنظيم حملات شعبية وإعلامية ومبادرة هيئات تتولى الدفاع عنه».