عادت الأوضاع في شمالي سيناء لتشهد تدهوراً أمنياً خطيراً، أمس، مع مقتل 26 شخصاً، على الأقل، معظمهم من العسكريين، وإصابة نحو 40، في سلسلة هجمات وقعت في المنطقة، بحسب حصيلة ذكرها، منتصف ليل أمس، مسؤولون أمنيون ومصادر طبية.وفيما لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات على الفور، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها بعد عن هذه الهجمات، نقل التلفزيون المصري الرسمي عن مصدر أمني قوله إن عشرة قذائف هاون وسيارة مفخخة استهدفت مديرية أمن شمالي سيناء وكتيبة عسكرية. وأَضاف أن فندقاً للقوات المسلحة استهدف بقذيفتي هاون.

بدورها، ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط، الرسمية، نقلاً عن مصادر أمنية، أن هناك أكثر من عربة مفخخة تم تفجيرها بجوار المقار الأمنية في ضاحية السلام العريش (أكبر مدن شمالي سيناء)، إلى جانب عدة قذائف هاون استهدفت تلك المقار. وأضافت أن الانفجارات التي شهدتها ضاحية السلام أدت إلى تحطيم نوافذ شقق وعمارات سكنية وتصدع بعض المنازل وأصابت سكان المنطقة بالذعر.
وقالت «بوابة صحيفة الأهرام» الحكومية على الانترنت إن مكتبها في العريش الذي يقع بالقرب من مديرية الأمن ومبنى المحافظة دمّر، لكنه كان خالياً من العاملين بسبب حظر التجوال المفروض في بعض مناطق شمالي سيناء.
وجاءت الهجمات الجديدة بعد أيام من إعلان الحكومة، يوم الأحد الماضي، مدّ حالة الطوارئ لثلاثة أشهر أخرى في مناطق في شمالي سيناء بسبب الأوضاع الأمنية. ويشمل القرار حظر التجوال في هذه المناطق من الساعة السابعة مساءً حتى الساعة السادسة صباحاً.
وفرضت الحكومة الطوارئ في المنطقة للمرة الأولى في شهر تشرين الأول بعد مقتل 33 جندياً في هجوم لـ«متشددين» استهدف قوات الجيش في شمالي سيناء. وأعلنت جماعة «أنصار بيت المقدس»، أخطر الجماعات المتطرفة في مصر، المسؤولية عن هجوم تشرين الأول. وغيّرت الجماعة اسمها إلى «ولاية سيناء» بعد مبايعتها تنظيم «الدولة الإسلامية» مؤخراً.
وتعتبر هجمات أمس الأعنف ضد قوات الأمن منذ صعّد «المتشددون» هجماتهم ضد الدولة عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي صيف 2013 إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه، فيما من غير المعروف مدى الترابط بين تطورات «الثالث من يوليو» وتطور الأحداث، تباعاً، في سيناء، خصوصاً أن شبه جزيرة سيناء تمتلك أهمية استراتيجية في المنطقة، الأمر الذي يشير إلى أن تدهور الأمن فيها قد لا يرتبط بعزل مرسي أو بحدث مصري داخلي فقط، بل بتطورات أهم على علاقة مباشرة بما يحدث شرقها، وحتى ما يحدث في ليبيا.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)