الاحتلال يغتال مقاوماً في الضفّة ويدّعي معارضة إيرانيّة لتمديد التهدئةرام الله ــ أحمد شاكر
غزّة ــ الأخبار
مضى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، بخطته إجراء انتخابات تشريعية ورئاسيّة مبكرة، رغم معارضة «حماس»، فأعلن أنه سيدعو «قريباً جداً إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في الضفة الغربية وقطاع غزة»، فيما كشفت مصادر فلسطينية موثوقة لـ«الأخبار» أنه «تلقى وعوداً من دول عربية بدعمه في إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، تخرج الساحة الفلسطينية من أزمتها الحالية». وأوضحت أن «هذه الدول ستحاول إقناع حماس بقبول هذه الفكرة، كإحدى طرق حل الخلاف الداخلي».
وبينت المصادر أن «عباس حصل على وعد من الرئيس السوري بشار الأسد، بأن يضغط على حماس من أجل القبول بهذه الفكرة، من دون أن يتعهد له بقبول حماس، وخصوصاً في ظل رفضها لمبدأ الانتخابات المبكرة». وأوضحت أن «السعودية رفضت التدخل لدى الحركة الإسلامية خشية أن ترفض وتزيد من الخلافات بين الجانبين».
وبعد إعلان نيته الدعوة إلى انتخابات مبكرة، قال عباس: «إننا نرى من الضروري أن يستأنف الحوار الداخلي، ونطالب من مصر الاستمرار في جهودها في ذلك»، مضيفاً: «لقد كان من المفروض أن يكون الحوار في التاسع من تشرين الثاني الماضي، ولكن حماس في اللحظة الأخيرة رفضت الحوار وليس لديها أسباب وجيهة لذلك».
من جهته، أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ياسر عبد ربه، أن «الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفق قانون التمثيل النسبي الكامل بما يشمل الضفة الغربية وغزة، ستجري في النصف الأول من العام المقبل».
في المقابل، أعلن قيادي في «حماس» من الضفة الغربية أن «حركته لن تسمح بتنظيم الانتخابات في قطاع غزة، وتصر على إجراء انتخابات رئاسية مطلع العام المقبل موعد انتهاء ولاية أبو مازن»، مشيراً إلى أن «حركته لن تستجيب للضغوط».
من جهة ثانية، تمنى عباس «ألا تتوقف الهدنة في قطاع غزّة»، قائلا:ً «نحن نعرف أن خرق الهدنة ليس في مصلحة أحد، وليست في مصلحة الشعب الفلسطيني».
وفي السياق، أعلنت حركة «الجهاد الإسلامي»، رفضها تجديد التهدئة بعد اغتيال أحد قادتها في الضفة الغربية. وقالت الحركة «إن التهدئة مع العدو لم تحقق أهدافها، وباتت تمثّل تهديداً حقيقياً لمصالح شعبنا العليا. وعليه، فإننا ندعو الفصائل الفلسطينية إلى رفضها». وأكدت حقها «الكامل في الرد على جرائم العدو، وخصوصاً بعد جريمة اغتيال المجاهد الشهيد جهاد نواهضة»، مضيفة «لن نسمح للعدو بفصل غزة والاستفراد بالضفة». ورأى القيادي في الحركة، خالد البطش، أن عملية الاغتيال «رسالة دم أرسلها الاحتلال إلى المقاومة الفلسطينية برفضها لتمديد التهدئة التي تنتهي بعد أيام».
من جهتها، رأت حركة «حماس» أنّ استشهاد نواهضة هو ضمن مخطط لتصفية المقاومة. وقال المتحدث باسمها، فوزي برهوم، إن «هذه الجريمة تحمل بصمات المجرمين الصهاينة والمنسقين معهم من قيادات أجهزة امن السلطة الفلسطينية». وكان نواهضة قد استُشهد، أمس، برصاص قوات إسرائيلية خاصة في بلدة اليامون غربي مدينة جنين، شمال الضفة الغربية. وأوضحت مصادر محلية أنه «استشهد برصاص قوة إسرائيلية خاصة متنكرة بالزي المدني الفلسطيني، تسللت للبلدة في سيارة مدنية من نوع مرسيدس، تحمل لوحة تسجيل فلسطينية».
يشار إلى أن نواهضة مطلوب للاحتلال منذ عام تقريباً، وسبق أن تعرض للاعتقال في سجون السلطة الفلسطينية مرتين مكث خلالهما أكثر من 5 أشهر، حيث أُفرج عنه أخيراً من سجون السلطة في جنين، وبقي ملاحقاً للاحتلال ولأجهزة السلطة التي حاولت اعتقاله مجدداً.
ورداً على الاغتيال، أطلقت فصائل فلسطينية أربعة صواريخ محلية الصنع على النقب الغربي، وقالت إسرائيل إن «الصواريخ سقطت في تجمع أشكول من دون أن توقع إصابات». واعتقل الاحتلال نحو اثنين وعشرين فلسطينياً في الضفة الغربية، فيما أصيبت فلسطينية بجروح بعدما نفذت طائرة إسرائيلية غارة شمال قطاع غزة.
وتذرّع وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بالصواريخ لإغلاق المعابر بين إسرائيل وقطاع غزة. وقال إن الجيش الإسرائيلي «لا يردعه شيء عن اتخاذ إجراء تجاه غزة، ولكنه ليس في عجلة من أمره».
إلى ذلك، نقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أن «المسؤولين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يدعون أن إيران تمارس الضغوط على حماس لمنعها من تجديد اتفاق التهدئة»، فيما قال محفل أمني إسرائيلي إنّ «ثمة صراع قوى بين حماس غزة وحماس دمشق، وإنهم في حماس لم يتوصلوا إلى قرار حتى الآن».