حسن شقرانيبرنارد مادوف، اسم تكرّر خلال الأيّام الماضية في الإعلام بقدر ما تكرّر اسم الصحافي العراقي، منتظر الزيدي. والسبب هو حجم الفعلة الذي اقترفها هذا المستثمر الأميركي الشهير الذي رأس في وقت من الأوقات بورصة «NASDAQ» في نيويورك. فهو قام منذ إنشاء مؤسّسته الماليّة عام 2006، بتطوير مخطّط الـ«Ponzi» (القائم على اقتراض أموال تسلسلي: إعادة أموال المستثمرين السابقين زائدة فوائدها باستخدام أموال مستثمرين جدد) إلى مرحلة إنشاء هرم مالي بلغت قيمته 50 مليار دولار. هذه الأموال تبخّرت ولا أحد يدري كيف حتّى الآن. وأصابع الاتهام تتجّه مباشرة نحو هيئة الرقابة على السوق الماليّة التي لم تتفحّص الدفاتر الماليّة لمادوف أبداً! هذا الواقع يثير تساؤلات فعليّة عن نوعيّة الرقابة التي سادت (أو لم تسد!) الأسواق الماليّة الأميركيّة، فضلاً عن انعدام سلطة التقنين كلياً على المصارف الاستثماريّة التي انتهى عهدها الذهبي بتحوّلها إلى تجاريّة، ما يدفع نحو خلاصة واحدة: يجب على المستثمرين الذين وظّفوا أموالهم لدى مادوف من دون المعرفة بمخططاته الفاسدة، توجيه حذاء إلى الرقابة الأميركيّة بسبب الخسائر الهائلة التي تكبّدوها، وخصوصاً أنّ الذين سحبوا أموالهم قبل الكشف عن الاحتيال مضطرّون أيضاً إلى تسديد مستحقات الربح المترافق مع العلم بالجرم.