strong>المقاومة تطلق 10 صواريخ وتصيب إسرائيليّين... وتحذير من قصف المناطق المأهولة في غزّةتجتمع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة اليوم لتعلن موقفها النهائي من التهدئة. تميل تصريحات مسؤوليها إلى عدم تجديدها، فيما تكثّف إسرائيل دراستها لخيار التصعيد العسكري، رغم تحذير غالبية المحلّلين الإسرائيليين من مغبّة هذا الخيار، مؤكدين رغبة «حماس» في التمديد

غزة ـ قيس صفدي، الأخبار
أعلنت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الأخبار»، أمس، أن «فصائل المقاومة الرئيسة في غزة ستعقد اجتماعاً حاسماً الخميس (اليوم)»، أي عشية انتهاء التهدئة، لبلورة موقف نهائي منها. وقال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين صالح ناصر، إن «الفصائل الرئيسية الأربعة في غزة تتجه نحو عدم تمديد التهدئة بالشروط نفسها والآليات السابقة التي لم يستفد منها الشعب الفلسطيني، حيث استمر الحصار والإغلاق والعدوان، وكان الاحتلال المستفيد الوحيد من الحال القائمة».
أما القيادي في «حماس» إسماعيل رضوان، فقال إن «يوم الجمعة المقبل هو آخر أيام التهدئة المبرمة برعاية مصرية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والحكومة الصهيونية. ومع انتهائه، لن يتم التجديد لها».
من جهته، شدد المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لـ«حماس»، «أبو عبيدة»، على أن «كتائب القسام لا تهرول في اتجاه التهدئة مع الاحتلال، إذ إن التهدئة بشكلها الحالي غير مرشحة للتقدم والتمديد». ولفت إلى أن «مصر، بصفتها راعية التهدئة، تبدو عاجزة عن الضغط في اتجاه تحقيق شروط التهدئة».
ورداً على تهديدات الاحتلال المتكررة بتوجيه ضربة عسكرية للقطاع، قال أبو عبيدة «نحن لا نستبعد أي شيء من الاحتلال»، مستدركاً بأن «قادة الاحتلال مترددون في خصوص اجتياح القطاع، لأن أيّ قائد عسكري أو سياسي لا يستطيع تحمّل نتيجة قرار كبير بحجم اجتياح قطاع غزة». وأكد أن «المقاومة الفلسطينية تستعد لمواجهة أي عدوان محتمل».
في المقابل، يؤكد العديد من المحللين والعسكريين الإسرائيليين تردّد قادة الاحتلال في شنّ عملية عسكرية في غزة. وحذر المستشار القانوني لجهاز الأمن الإسرائيلي، أحاز بن أري، «الجيش الإسرائيلي من قصف مناطق مأهولة بالسكان في قطاع غزة». لكنه قال إنه «لا يوجد حظر جارف على إطلاق قذائف المدفعية باتجاه مصادر إطلاق النار، على أن يكون الرد موجهاً ضد أهداف عسكرية، مع التمييز بين الهدف المقصوف والمواطنين والأملاك المدنية».
كذلك نقل المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هرئل عن محافل في المؤسسة الأمنية، ادّعاءها أن «حماس لم تتنازل نهائياً عن استمرار التهدئة»، مؤكداً أن «وزير الدفاع إيهود باراك أعرب عن تحفظه الحاسم على مبادرة إسرائيل إلى أي خطوة برية في قطاع غزة».
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن رؤساء سلطات محلية إسرائيلية في محيط القطاع قولهم «يجب وضع حد لهذه التهدئة المزيفة. إما التهدئة الحقيقية وإطلاق سراح جلعاد شاليط، وإما عملية عسكرية واسعة».
ميدانياً، أعلنت سلطات الاحتلال إغلاق المعابر التجارية لليوم الثاني على التوالي، رداً على استمرار عمليات إطلاق الصواريخ المحلية الصنع تجاه الأهداف الإسرائيلية المتاخمة للقطاع. وقال ناطق باسم الجيش الإسرائيلي، إن «فلسطينيين أطلقوا عشرة صواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل»، الأمر الذي تبنّته «سرايا القدس»، الجناح العسكري لـ«حركة الجهاد الإسلامي»، و«لجان المقاومة الشعبية»، وأدى إلى إصابة إسرائيليين بجروح طفيفة. فيما عمّمت الإدارة الأميركية على موظفيها دخول سديروت بسيارات مصفّحة فقط.
وفي سياق الحصار، قالت مصادر أمنية مصرية، أمس، إن السلطات المصرية عثرت على مخازن وصادرت معدات لتهريب الوقود على الحدود الدولية في رفح بين مصر وقطاع غزة. وأوضح مسؤول أمني لـ«يونايتد برس إنترناشونال» أن المخازن كانت مليئة بالوقود المعدّ للتهريب للقطاع عبر الأنفاق الأرضية.

وقال عباس: «من الضروري أن يستأنف الحوار، ونطالب مصر بالاستمرار في جهودها في ذلك»، مضيفاً «كان من المفروض أن يتم الحوار في التاسع من تشرين الثاني الماضي، لكنّ حماس رفضت في اللحظة الأخيرة الحوار، من دون أسباب وجيهة».