strong>«الأونروا» تعلّق توزيع الغذاء بسبب الحصار: 750 ألف فلسطيني محرومون التموينعشية انتهاء التهدئة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، جاء إعلان رفض تمديدها ليطلق مرحلة تصعيد عسكري، باشرها الاحتلال بغارات وردّت عليها المقاومة بصواريخ، فيما الوضع الإنساني في القطاع يسير نحو المزيد من التدهور في ظل تعليق وكالة «الأونروا» توزيع الغذاء

غزة ــ قيس صفدي
أعلنت حركة «حماس»، عقب اجتماعها مع فصائل فلسطينية أمس، انتهاء التهدئة مع إسرائيل صباح اليوم. وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، «غداً صباحاً (اليوم) ستنتهي التهدئة ولن تعود قائمة، ونحن نحمّل العدو الصهيوني كل تبعات تدمير التهدئة وإنهائها، وعدم التزامه أي شرط من شروطها». وتابع «سنتصرّف وسنتحرك في الميدان بما تمليه علينا مسؤولياتنا الوطنية لجهة حماية شعبنا».
بدوره، قال القيادي في حركة «الجهاد الإسلامي»، خالد البطش، إن «التهدئة لم يجرِ تجديدها، وبالتالي فهي ماتت على الأرض ونحن نحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن انهيارها، لأنها لم تلتزم أياً من شروطها».
كذلك حمّل أمين سر كتلة «حماس» البرلمانية، مشير المصري، «الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية انهيار التهدئة والتداعيات التي يمكن أن تنجر عنها». وقال «نحن في حل من التهدئة ومستعدون للدفاع عن الشعب الفلسطيني، ولا نقبل الاستمرار في تهدئة مجانية يستفيد منها العدو وحده، فالتهدئة الحالية تنصّل العدو من كل استحقاقاتها».
وأضاف المصري إن «الوسيط المصري لم يتحمل مسؤولياته كاملة في الضغط على العدو لإلزامه باستحقاقات التهدئة، ومن هنا فإننا لن نمدد للتهدئة، والعدو الإسرائيلي وحده يتحمل مسؤولية ذلك».
في السياق، رصدت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، 195 خرقاً ارتكبها الاحتلال ضد التهدئة منذ سريانها قبل ستة أشهر، مشيرةً إلى سقوط 22 شهيداً مع بدء الأسبوع العشرين للتهدئة وحتى الأيام الأخيرةوقال المتحدث باسم «سرايا القدس»، أبو أحمد، إنه «لا يمكن القبول بأطروحات الاحتلال لتجديد التهدئة في ظل استمرار العدوان وإغلاق المعابر وإطباق الحصار الخانق على غزة». وأضاف إن «الفصائل الفلسطينية أعلنت موقفها النهائي من التهدئة»، مشيراً إلى أن «أي تهدئة سيجري الحديث عنها في المستقبل لن تكون بالشروط الحالية»، موضحاً أن «المقاومة بيدها زمام المبادرة لتشديد الضربات على المستوطنات المحاذية للقطاع في الوقت الذي تراه مناسباً».
ورغم الرفض الفلسطيني، أبدى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، تفاؤله ورفض الانتقادات ضده بخصوص اتفاق التهدئة. وشدد على أنه «واضح أن التهدئة لم تكن خطأ، وأنا أواصل سياسة ديفيد بن غوريون القائلة إن إسرائيل ليست مهتمة بالحروب، وإذا استمر الهدوء فإنه سيسود هدوء وإذا انهارت التهدئة فإننا سنعمل»، ملوّحاً بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة.
ميدانياً، دمرت طائرة حربية إسرائيلية ورشة حدادة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وقال السكان إن الطائرة استهدفت الورشة بصاروخين ما أدى إلى تدميرها بالكامل. كما أطلقت مروحية حربية إسرائيلية صاروخين في محيط منزل المقاوم في «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، حسين أبو نصر، شرق بلدة جباليا شمال القطاع، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة في المنزل.
وكان المواطن صلاح عبد الهادي عوكل (53 عاما) قد استشهد، وأصيب ثلاثة آخرون بينهم نجلاه، جراء صاروخ أرض ــ أرض أطلقته المدفعية الإسرائيلية المرابطة على الحدود شرق مخيم جباليا.
في المقابل، واصلت فصائل المقاومة عمليات إطلاق الصواريخ المحلية الصنع تجاه الأهداف الإسرائيلية المتاخمة للقطاع. وقالت مصادر الاحتلال إن «الصواريخ الفلسطينية سقطت في مناطق فارغة في النقب الغربي من دون وقوع إصابات أو أضرار».
وفي إطار تداعيات الحصار على غزة، يبدو أن الوضع يتجه نحو مزيد من التدهور مع إعلان وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، تعليق عمليات توزيع المواد الغذائية والإغاثية، جراء نفاد مخزونها من احتياطي الطحين، بفعل استمرار الأزمة الجارية وصعوبة إدخال المواد الضرورية.
وقال المتحدث باسم «الأونروا»، عدنان أبو حسنة، إن الوكالة «أوقفت اليوم (أمس) تماماً جميع مساعداتها لسبعمئة وخمسين ألف لاجئ فلسطيني في قطاع غزة بسبب نفاد الطحين ومخزونها التمويني»، محذراً من أن «وقف المساعدات يعني مزيداً من الضغوط على حياة اللاجئين الفلسطينيين وسيؤثر سلباً في مستوى المعيشة المتدهورة في قطاع غزة». وفي سياق انتفاضة السفن لكسر حصار غزة، أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن «سفينة قطرية يفترض أن تصل إلى ميناء مدينة غزة السبت (غداً) لكسر الحصار». وأوضح النائب المستقل في المجلس التشريعي، ورئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، جمال الخضري، أن «سفينة الكرامة القطرية ستقل على متنها وفداً من الخبراء لدراسة تطوير وتأهيل ميناء غزة والقطاع الصحي». ويفترض أن تنطلق سفينة لبنانية مطلع الشهر المقبل.