المفاوضات مع سوريا لا تزال على جدول الأعمال الإسرائيلي، هذا ما يظهره التحرك الجديد لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، باتجاه تركيا، علّه يختتم عهده بـ«مفاوضات مباشرة»شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، على أنه ورئيس أركان الجيش غابي أشكينازي ورئيس الاستخبارات العسكرية اللواء عاموس يدلين، على عكس الآخرين، يدفعون السلام مع سوريا إلى الأمام.
وأوضح باراك، في مقابلة مع صحيفة «هآرتس» تنشر اليوم، أنه وأشكينازي ويدلين «يرون أنه لا ينبغي الانتظار، بل يجب التحرك إلى الأمام وتحمّل المخاطر». لكنه تابع «أنا أعمل على تقدّم السلام في عالم حقيقي لا في عالم خيالي». وشدّد على ضرورة البحث عن فرصة للسلام مع سوريا «لأن ذلك من شأنه أن يغيّر التوازن الاستراتيجي في المنطقة. إذ من دون سوريا، تصبح إيران دولة عظمى ضعيفة».
وكان باراك قد وصف، في كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي الثاني للأمن القومي الذي عقد في معهد بحوث الأمن القومي في تل أبيب، المطالب السورية في المفاوضات مع إسرائيل بشأن استعادة هضبة الجولان بأنها «نزوة غير واقعية»، معتبراً أن أي «حكومة إسرائيلية لا يمكنها قبول المطالب التي عرضتها سوريا هذا الأسبوع».
وتطرّق باراك إلى الخريطة التي سلّمتها سوريا إلى الوسيط التركي والتي تحدد الحدود التي يتعيّن على إسرائيل الانسحاب إليها في أي مفاوضات للسلام. وقال «هناك كثير من القضايا على جدول الأعمال، كالماء والإنذار المبكر والمنطقة المنزوعة من السلاح»، معتبراً أنه «لا يمكن ألا نبحث تلك القضايا قبل الحديث عن الحدود». ووصف طلب الرئيس السوري بشار الأسد في هذا الشأن بأنه «ضربة أخيرة».
إلى ذلك، يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت تركيا يوم الاثنين المقبل للقاء نظيره التركي رجب طيب أردوغان، من أجل تحقيق تقدم في العملية السياسية ونقل الاتصالات مع سوريا إلى اتصالات مباشرة، بعدما نقل السوريون مطالب محددة في موضوع الجولان. ويبدو أن أولمرت مهتم جدّاً بتحقيق تقدم في العملية السياسية مع سوريا قبل أن يترك منصبه بعد شهرين بعد الانتخابات العامة المقبلة المقرّرة في العاشر من شباط المقبل.
وذكر موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني، أمس، أن أولمرت وأردوغان تحدّثا ثلاث مرات عبر الهاتف خلال الأسبوعين الأخيرين، وكانت المرّة الأخيرة يوم الأربعاء الماضي، حيث تقرّر خلال المحادثة أن يتوجّه الأول في زيارة خاطفة إلى تركيا.
وبحث أولمرت وأردوغان، خلال المحادثة الهاتفية الأخيرة، الوثيقة التي نقلتها سوريا إلى تركيا وتضمّنت مطالب من إسرائيل. وذكر مصدر مقرّب من المفاوضات أن سوريا طالبت بانسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران 1967.
كذلك تناولت المحادثات إمكان انتقال المفاوضات إلى مفاوضات مباشرة. ونفى مصدر في مكتب أولمرت احتمال أن يلتقي الأخير بشخصية سورية خلال زيارته إلى تركيا، الأسبوع المقبل.
(الأخبار، يو بي آي)