مديريّة النفط: 30 مليون ليتر أصبحت في الأسواق
البقاع ــ فيصل طعمة
أصبحت صفيحة المازوت سلعة نادرة في محطات الوقود البقاعية، حيث يقضي المواطنن نهاره في التجوال على المحطات بحثاً عن القليل من المازوت لتدفئة عائلته في فصل الشتاء. والمفارقة هي أنه عندما كانت ترتفع أسعار المحروقات وتحقق المحطات أرباحاً خيالية ومعها الدولة، كان البنزين والمازوت مؤمّنين بوفرة، ولكن أين المازوت بعد انخفاض سعره؟ وما سبب فقدانه في البقاع؟ وكيف من الممكن تأمين تدفئة آلاف العائلات من البرد الذي ينذر بشتاء قارس؟ إذ إنه على الرغم من تأكيد مديرية منشآت النفط في طرابلس والزهراني أن الحديث عن فقدان المازوت من الأسواق ليس سوى شائعات، مؤكدة أنها ضخّت 30 مليون ليتر في السوق، يشير أصحاب المحطات إلى أنهم لم يتسلّموا هذه المادة من الشركات، ويشكو المواطنون البقاعيون من أزمة يواجهونها مع فقدان مادة أساسية للتدفئة، وخصوصاً أن التدفئة على الكهرباء غير واردة بفعل التقنين الذي يسود في هذه المناطق!
رحلة البحث عن المازوت
وتقول إنصاف كنعان، وهي أم لأربعة أولاد من بلدة الروضة في البقاع الغربي «جلت على أكثر من ثلاث محطات لبيع المحروقات ولم أحظ بنصف صفيحة من المازوت، لنتدفّأ هذه الليلة، وبكرا بحلّها ألف حلّال، ولكن ماذا أفعل الآن؟». وتسأل «ليش مقطوع المازوت؟ عندما كان سعره مرتفعاً كان متوفراً، أين اختفى المازوت الآن؟والغريب أنه إذا ارتفع السعر يأخذون أموالنا وإذا انخفض يخفونه». وتتابع «لا نستطيع التدفئة على المازوت لفقدانه، ولا نستطيع التدفئة على المدافئ الكهربائية بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء، ولم نجهز الحطب، ونحن على أبواب أعياد وفرصة طويلة للأولاد، كيف سنؤمن لهم التدفئة؟ بنخلّيهم تحت الحرامات كل الوقت؟».
وحالة كنعان تشبه حالة آلاف العائلات البقاعية، التي تعاني من انقطاع مادة المازوت، أما السبب فيوضحه نقيب أصحاب المحطات، سامي براكس، الذي قال لـ«الأخبار» إن الدولة كانت تنتظر انخفاض الأسعار العالمية للتزود بالمحروقات وخاصة مادة المازوت، دون الأخذ بالاعتبار موسم الشتاء والبرد. وفجأة، انتشرت أخبار عن عاصفة ثلجية قد تصل إلى لبنان في الأيام القليلة المقبلة، ما أدى إلى ازدياد الطلب على المازوت وخصوصاً بعد إقرار دعم هذه المادة، لكن محطتي الزهراني وطرابلس لم تستطيعا مواجهة الطلب الكبير، وخاصة أنهما كانتا فارغتين من الأساس لأنهما تنتظران انخفاض الأسعار».
وأضاف براكس: «ليس هناك من أزمة مازوت ولا محروقات، فسفينة نقل المحروقات وصلت وستتبعها سفن أخرى، وسنعمل على تأمين المحروقات لأهالي البقاع كواحدة من أولوياتنا».
من جهته، لفت هشام عبد الرزاق (صاحب محطة) إلى أن «محطاتنا فارغة فعلاً من المازوت، ونحن لا نخفيه، والشركات لا تسلّمنا، لأنها أيضاً لا تمتلك المازوت لأن الدولة تنتظر انخفاض الأسعار لشراء المازوت، ولكن الأزمة قد حُلّت، وسيتأمن المازوت في القريب العاجل».
لا أزمة... ولا تخزين
وقد أعلنت مديرية منشآت النفط في طرابلس والزهراني في وزارة الطاقة والمياه، في بيان لها أنه «إزاء ما يتمّ التداول به من تصاريح في بعض وسائل الإعلام حول أزمة في توزيع مادة المازوت الأحمر على المستهلكين والتخوّف من فقدان تلك المادة من الأسواق والتداول بها في السوق السوداء. يهمّ مديرية منشآت النفط في طرابلس والزهراني تطمين المواطنين أن كل هذه الأخبار ليست سوى شائعات مغرضة وعارية تماماً من الصحة، إذ إن المديرية عمدت خلال هذا الأسبوع إلى تسليم ما يقارب ثلاثين مليون ليتر من تلك المادة وهي كمية تفوق بكثير الكميات المسلمة في الأسابيع السابقة وهي كافية مبدئياً لتغطية طلب السوق المحلية».
وتابعت «كما عمدت إدارة المنشآت، إلى فتح دوائر التسليم اليوم الأحد (أمس) بهدف ضخ ما يقارب خمسة ملايين ليتر إضافية لتعويم السوق وذلك بعدما أنهت باخرة فجر اليوم (أمس) تفريغ حمولة أربعين مليون ليتر من هذه المادة، وهي بانتظار باخرة أخرى يوم الجمعة المقبل».
وأضافت «أما في ما ورد عن تخزين بعض الشركات تلك المادة لبيعها من ثم في السوق السوداء، فكلنا يعلم أن سعر المازوت عالمياً هو على هبوط، وبالتالي لا مصلحة لأحد بتخزينه على سعره الحالي. وحرصاً من المديرية على المصلحة العامة ستعمد ابتداءً من يوم الاثنين (اليوم) إلى إيداع مصلحة حماية المستلهك في وزارة الاقتصاد جدولاً تفصيلياً بتسليماتها للتأكد من حسن تأمينها للمستهلكين».