Strong>قادة «حماس» ينزلون «تحت الأرض» ومصر تلمّح إلى عودة الوساطةبات قطاع غزة اليوم في المرحلة الفاصلة بين التهدئة والعدوان، في ظل التصعيد البطيء بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، التي تتناقض مواقف قادتها في شأن اتخاذ موقف حاسم، وسط إجماع على التهديد بتصفية قادة «حماس»، ريثما تتحرّك مصر جدّياً، بعدما أشارت إلى أنها لن تتخلّى عن مسؤوليتها

غزة، القاهرة ـ الأخبار
ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أن وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ونائب رئيس الحكومة حاييم رامون، يقودان موقفاً صارماً ضد «سياسة ضبط النفس حيال إطلاق الصواريخ من قطاع غزة».
ونقلت الصحيفة عن رامون قوله إن «سياسة (وزير الدفاع إيهود) باراك في غزة فشلت فشلاً ذريعاً، وهي تمس بشكل صارخ سكان جنوب البلاد والأمن القومي لإسرائيل»، فيما تعهدت ليفني «بإنهاء حكم حماس» إن هي انتُخبت رئيسة للوزراء في انتخابات شباط المقبل. كما أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو «دعمه للحكومة إذا قررت شنّ عمل عسكري في قطاع غزة».
وهاجم وزير المواصلات الإسرائيلي شاؤول موفاز، باراك قائلاً «ماذا ينتظر باراك أن يحدث أكثر للرد؟ فمن غير المعقول أن يكون الرد هو إغلاق المعابر التجارية مع قطاع غزة وفتحها». ووجه تهديدات مباشرة إلى رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية، والقيادي في «حماس» محمود الزهار، قائلاً «عليهما ألا يتنقّلا بحرية في النهار». كما أكد الوزير الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ أن دولة الاحتلال «ستوجه ضربة قاسية ومؤلمة إلى حركة حماس».
موقف التصعيد هذا قابله باراك بالتريّث، إذ دعا المسؤولين الإسرائيليين إلى «مزيد من ضبط النفس»، قائلاً «لا يمكننا قبول الوضع في غزة. لقد أصدرت توجيهات إلى الجيش والأجهزة الأمنية للاستعداد، لكنّ صيحات الحرب مضرّة».
كذلك تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الدعوات إلى شنّ عملية واسعة وفورية، موضحاً أن «الحكومة لا تريد أن تتعجّل خوض معركة، ولكنها لا تريد أن تتفاداها أيضاً».
وحاول رئيس جهاز الاستخبارات العامة الإسرائيلي (شاباك)، يوفال ديسكين، التعامل مع الواقع بصورة أكثر عقلانية. وقال في اجتماع الحكومة الإسرائيلية إن «حماس تملك قدرات عسكرية صاروخية يمكن أن تصل حتى مشارف مدينة بئر السبع»، موضحاً «علينا ألا نخطئ في فهم حماس، فهي معنية بتجديد التهدئة لكن مع تحسين شروطها. نفكّ الحصار ونوقف الاعتداءات ونوسّع التهدئة لتشمل الضفة الغربية». وأضاف أن «حماس لم تقرّر بعد استخدام كل قوة الردّ التي تملكها». وعزا التدهور الحالي إلى غياب «وسيط موضوعي بين إسرائيل والفلسطينيين، فالمصريون يقفون على الجدار لأنه لا يوجد بينهم وبين حماس ثقة».
تهديدات القادة الإسرائيليين تخطّت العموميات. إذ قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن «الجيش سينفّذ قريباً عملية واسعة في غزة (قبل الانتخابات العامة)»، مضيفاً أن «المواجهة باتت حتمية».
ونقلت الإذاعة العبرية عن مصادر في وزارة الدفاع قولها إن «جيش الاحتلال سيقوم بنشاطات برية وجوية، وسيغيّر أنماط العمل ضد الفصائل الفلسطينية في غزة». ورأت أن «المواجهة تقترب مع الفلسطينيين في غزة، ولا توجد أي وسيلة لمنع ذلك في ظل التصعيد الجاري».
وبحسب الإذاعة العبرية، فإن حكومة الاحتلال «ستقرّ استئناف سياسة الاغتيالات ضد نشطاء الفصائل الفلسطينية في غزة، وستستمر في فرض الحصار على القطاع، إضافة إلى تكثيف الغارات الجوية وعمليات التوغل». وأشارت إلى أن «الهجمات لن تنحصر بضرب خلايا إطلاق الصواريخ، ويبدو أنها ستوسّع لتشمل ضرب مخازن السلاح والمخارط».
أما «حماس»، فقد أخذت التهديدات الإسرائيلية على محمل الجد، وباشرت في اتخاذ إجراءات وقائية لحماية قادتها في غزة، وخصوصاً بعدما كشفت مصادر عن معلومات استخبارية جرى رصدها من قبل أكثر من طرف إقليمي، تشير إلى «عزم إسرائيل على محاولة اغتيال بعض رموز حماس». وأوضحت أن «قيادة حماس بدأت بالنزول تحت الأرض وممارسة نشاطها بطريقة أقرب إلى السرية».
ووسط هذا الكم من المعطيات، أشارت مصر إلى أنها عائدة إلى دور الوسيط، وإن بصورة غير مباشرة، بعدما أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أن بلاده «لن تتخلى عن مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه قضيته وحقوقه».
ميدانياً، قالت مصادر محلية وشهود عيان إن «المدفعية الإسرائيلية أطلقت قذيفتين في اتجاه مجموعة من مقاومي كتائب شهداء الأقصى، التابعة لحركة فتح، ما أدى إلى استشهاد علي عليان حجازي (24 عاماً)». كما أعلنت مصادر طبية استشهاد محمد عقيل أبو شمالة.
وتوغلت قوات الاحتلال، مئات الأمتار في محيط موقع كيسوفيم، وسط القطاع، فيما أطلقت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لـ «الجهاد الإسلامي»، نحو 12 صاروخاً من طراز «قدس» محلّية الصنع، تجاه مدينة عسقلان، والبلدات والتجمعات الإسرائيلية القريبة من القطاع.