مهدي السيدالتقى رئيس الحكومة الاسرائيلية، إيهود أولمرت، مساء أمس، نظيره التركي رجب طيب اردوغان في انقرة، حيث أجريا مباحثات تمحورت حول مفاوضات السلام غير المباشرة التي جرت بين إسرائيل وسوريا بوساطة تركية. وقال مصدر دبلوماسي تركي إن زيارة أولمرت إلى أنقرة هي لتوجيه «الشكر» بشكل أو بآخر إلى القادة الاتراك على جهودهم من أجل السلام بين إسرائيل وسوريا، فيما ذكرت صحيفة «معاريف» أن أولمرت سينقل الى الاتراك في زيارته الحالية اقتراحاته في شأن نقاط الخلاف مع سوريا، وأنه إذا ما قبل السوريون هذه الاقتراحات بالايجاب، فسيشق الطريق لمفاوضات مباشرة بين الدولتين.
وترافقت زيارة أولمرت الى تركيا مع تقارير إعلامية إسرائيلية أفادت بإمكان حصول لقاء بين أولمرت ومسؤولين سوريين، وفي ظل انتقادات شديدة تعرّض لها، ولا سيما من زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو.
ونقلت صحيفة «معاريف» عن محافل دبلوماسية، استناداً الى تقارير من العاصمة التركية، قولها إن «رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت قد يلتقي في أنقرة مبعوثاً سورياً خاصاً». لكن مصادر رسمية في مكتب أولمرت نفت للصحيفة «علمها بلقاء كهذا».
وبحسب «معاريف»، فإن المقرّبين من أولمرت يشددون على ما قاله الأخير في خطاب علني الاسبوع الماضي: «هناك إمكانية حقيقية وواقعية لاستكمال اتفاق بين إسرائيل وسوريا قريباً جداً». وتضيف أنهم يلمحون بأنه في مثل هذا الوضع لن يفرض رئيس الحكومة تسوية على الساحة السياسية بل سيأتي بالمسوّدة ويضعها أمام الجمهور في إسرائيل.
وتضيف الصحيفة أنه في هذه الحال سيكون نتنياهو المتضرر الرئيس، لأن من شأن تسوية نظرية كهذه أن تغيّر جدول أعمال الحملة الانتخابية وتضعه في موقف الرافض.
من هنا يربط مراقبون بين انتقادات نتنياهو والزيارة التي قام بها وفد من «الليكود» برئاسة نتنياهو الى هضبة الجولان أمس، وبين الخشية من تسوية محتملة. وتعليقاً على زيارة أولمرت إلى تركيا، قال نتنياهو من هضبة الجولان المحتلة «نحن لا نعرف ما الذي سيتوصل إليه أولمرت وراء الأبواب الموصدة. أتينا لنقول بصراحة: حكومة برئاسة الليكود ستبقى في هضبة الجولان وستحافظ عليها كذخر استراتيجي».
وفي السياق، نقلت «معاريف» عن محافل دبلوماسية غربية قولها إن الوثيقة التي سبق أن أعدّتها سوريا، والتي يعتزم أولمرت الرد عليها خلال زيارته الى تركيا، لا تتضمّن ست نقاط على خط مياه بحيرة طبريا، بل ثلاث نقاط، وأن كل نقطة تشكل في واقع الامر مقطعاً منفصلاً على خط الحدود بين إسرائيل وسوريا. ويدور الحديث، بحسب الصحيفة، عن مقطع في الزاوية الشمالية الشرقية من بحيرة طبريا، ومقطع آخر في منطقة «حمات هغيدر»، ومقطع آخر في المنطقة الشمالية.